رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الاول

9 9٬014
 

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الاول

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الاول

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الاول

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري الجزء الاول, معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,كريمة جزائرية

الفصل الأول (بداية المشوار)

تبدأ أولى مشاهد حكايتنا فى احدي اكبر شركات الاستيراد والتصدير فى الشرق الاوسط وتحديداً بجمهورية مصر العربية …… بل بالأخص بمكتب سكرتارية الرئيس التنفيذى للشركة .. نجد فتاة فى منتصف العشرينات ذو المظهر الجاد و الزي الرسمي المتمثل فى جيب سوداء بالكاد تصل لركبتيها يعلوها قميص ناصع البياض تغطيه سترة تماثل الجيب بسوادها القاتم …. “آيات” ….. مثال للجدية والاتقان فى العمل …. ذو مظهر عملى بحت ، عملها لا يشوبه شائبة ، دائماً جاهزة بالاوقات الطارئة …. ذكاءها يفوق عمرها بمراحل …. وكثيراً ما انقذت الشركة من مواقف محرجة كادت تودي بسمعتها ….. وطوال الاربع سنوات التى قضتها بالشركة لم يُسجل فى ملفها اية اخطاء مهما كانت صغيرة .

 

والآن فلتبدأ حكايتنا

نراها تجلس خلف مكتبها والذي امتلأ عن آخره بأوراق انكبت هى عليها تدققها بتركيز تنفيذاً لاوامر مديرها ليقاطعها صوت هاتفها المتصل بمكتب رئيسها

آيات بتذمر : تررررن تررررن ترررررن ……. زن زن زن … ايه مش بيزهق ؟؟؟؟؟ …. ده حرااااام ….. ده اسمه انتهاك لحقوق الانسان ، كل شوية تعالى يا آيات روحي يا آيات …. يخربيت آيات على اليوم اللى جت آيات فيه تشتغل فى المكان ده ….. حسبى الله ونعم الوكيل

ثم همت برفع سماعة الهاتف لتجيب

آيات بهدوء مفاجئ : ايوة يا مستر هادي مع حضرتك … تمام تمام … انا شغالة على الورق ده ودقايق هيكون جاهز على مكتب حضرتك …. لا لا ولا يهمك تأخير ايه بس ما حضرتك عارف انى بحب شغلي جداً ……. تمام اتفضل يا فندم

ثم اغلقت الهاتف بعد ان ألقى على مسامعها عدة اوامر اخرى اصابتها بصداع نصفي

آيات محدثة نفسها بغيظ : يعنى عشان الواحد ذوق وحابب شغله وبيحافظ عليه يسوق فيها حضرته ويطلع عيني معاه …… يدينى شغله عشان هو يروح بيته وانا اسهر بداله … منك لله يا بعيد …. واهو يوم تانى اهو اكون آخر واحدة تروح من الشركة

ثم اكملت عملها بعد تذمرها اليومي المعتاد بسبب تكاسل رئيسها والقائه لمعظم واجباته على سكرتيرته الخاصة

بمكان اخر تحديداً بمطار القاهرة الدولى نجده يمشي بثبات ، ملامحه جامدة لامبالية كالعادة وكأنه لا يوجود ما يثير اهتمامه على هذا الكوكب بأكمله ……عاد بعد رحلة عمل شملت عدة بلدان لتكون وجهته الاخيرة هى بلده ومسقط رأسه .. مصر … يتجه نحو بوابة الخروج ليقابله سائقه والذي سارع بحمل الحقائب عنه مهلالاً فرحاً بعودة سيده الى ارض الوطن

السائق : اهلاً اهلاً يا باشا …. مصر نورت برجوعك يا طائف بيه

طائف بجدية : شكراً …. حط الشنط و اطلع بينا على القصر بسرعة

السائق : امرك يا بيه

ثم سرعان ما انتهى السائق من امر الحقائب ليفتح باب السيارة الخلفي لسيده والذي لم يبدي اى اهتمام لترحابه و استقل السيارة فى صمت مهيب

بعد ثلاث ساعات

آيات : واخيرااااا خلصت ….. ثم سمعت اصوات غريبة تصدر من معدتها …… اشوف فيك يوم يا بعيد منك لله مأكلتش لقمة من الصبح بسببك

ثم نهضت وبدأت تعدل من هندامها واتجهت بخطوات واسعة الى خارج الشركة

وفى طريقها مرت على سوبر ماركت لا يبعد كثيراً عن منزلها لتشتري بعض احتياجاتها

البائعة بصوت حنون : ازيك يابنتي عاملة ايه ؟

آيات بحب : انا تمام الحمد لله ازيك انتى يا روءة وحشانى والله

البائعة بمرح : ايه روءة دي يا بت اتلمي امال … اسمى رقيات ايه مفيش احترام للاكبر منك ولا ايه

آيات بغمزة : اكبر مني ايه يا جميل ده اللى يشوفك يديكى عشرين سنة … اجي ايه انا جنب الشعر الاصفر الحرير ده ولا عيونك الخضر دول يوقعوا اجدعها راجل

رقيات : كلى عقلي بكلامك ياختى …. قوليلي متأخرة كده ليه النهاردة ؟

آيات : المخفي اللى اسمه هادي ده هو السبب … تخيلي رامي الحمل كله عليا وهو ولا هنا مفيش دم ولا احساس بس اقول ايه منه لله

رقيات بشفقة : معلش يا بنتي استحملى … انتى قدها انا واثقة فى كده

آيات : تسلميلي يا عسل انتى .. مليش غيرك يحس بيا … ايدك بقى على طلبات كل اسبوع خليني الحق اروح اكل لقمة

نظرت اليها رقيات بحب وشفقة على حال تلك الصغيرة … فهى يتيمة الابوين لا اقارب لها على حد قولها … انتقلت منذ اربع سنوات الى حيهم هذا فى منزل وفرته لها شركتها لتكون قريبة من محل عملها

انتقت آيات ما تحتاجه لتتجه من فورها الى منزلها فالساعة قد تعدت الحادية عشر ليلاً

قرب منزلها بمسافة ليست بكبيرة وجدت آيات شيء ما متكوم ارضاً لم تستطع تبين ملامح هذا الشيء من شدة العتمة و همت ان تتجاهله و قررت السير على الجانب الاخر من الطريق لكن ما اوقفها ولفت انتباهها هو تحرك هذا الشيء ببطئ وصدور صوت شبيه بالهمهمة … وبالطبع تغلب الجانب الفضولى بداخلها على خوفها وتوجسها منه لتتقدم عدة خطوات نحو الشيء الملقى ارضاً لتجد انه ماهو الا جسد بشري متكوم على نفسه ……. عادت خطوتين للخلف وقد خمنت انه لابد ان يكون سكيراً او مخموراً وقد فقد وعيه فجأة لذا سارعت بالابتعاد خوفاً من استيقاظه فجأة والتعدي عليها لكن اثناء ابتعادها سمعت أنة ألم صدرت منه لتتوقف مكانها تطالعه بشغف

ثم عادت ادراجها نحوه لتقف امامه مباشرة و مع ذلك لم تستطع ادراك ملامحه لشدة العتمة

آيات بصوت مرتجف : انت ….. انت سامعني ؟؟؟؟ ايه جابك فى المكان ده احسنلك تقوم تمشي عشان فى دوريات شرطة بتمر من هنا

لم تحصل على رد منه سوى همهات اخرى لم تفهم منها شيء سوى ” ساعديني ”

آيات بإستغراب : اساعدك ؟

ثم اقتربت منه اكثر تحاول فهم همهاته تلك لتشهق فور اتضاح الرؤية امامها فهذا الرجل لم يكن مخموراً او مريضاً حتى بل كان مصاب بشدة غارق بدمائه والتى على ما يبدو ان طلقاً نارياً كان السبب بها

آيات بفزع : يا نهار مش فايت …. ايه عمل فيه كده ؟ وايه اللى جابه هنا ؟ …… ثم التفتت نحوه تهزه ببطئ …. انت ؟ انت سامعني ؟ مين عمل فيك كده ؟ ……. لكن لا رد …..

ياربي اعمل ايه فى المصيبة دي … طب اكلم الاسعاف ولا اعمل ايه … اسيبه بدل ما يجيبلى مصيبة .. بس بس ده كده ممكن يموت ….. انا اكلم الاسعاف وهما يتصرفوا مليش فيه بقى

همت بإخراج هاتفها لتجده يمسك بمعصمها فى وهن

………. : اسعاف لأ …. هتوديني وهتودي نفسك فى داهية

آيات بتوتر : طب اعمل ايه؟ قولى اعمل ايه ؟ ماهو انا مش هقدر اسيبك هنا

لا رد

آيات بغضب : انت بتتكلم فى اوقات واوقات لا ….. ما ترد عليا طب بص حاول تساعدنى انا هسندك لغاية مستشفى قريبة من هنا وهما يشوفوا حل معاك

لم يستمع الى حديثها بسبب شدة اصابته لكنه وجدها تساعده لينهض فتحامل على نفسه بأقصى ما يستطيع

آيات بصوت عال : غبية غبية غبية …. قولت مستشفى ايه جابني هنا دلوقتى وهعمل ايه فى المصيية دي

هتفت بهذه الجملة بمنتصف ردهة منزلها والتى وجدت نفسها امامه هى وذلك المجهول لتدلف الى الداخل وقد انهكها اسناده والسير به تلك المسافة القصيرة فماذا عن ايصاله للمشفى

توجهت نحو اريكتها والتى وضعته عليها فور وصولهم

آيات : بص اسمعنى خليك صاحي معايا والا هكلم البوليس واللى يحصل يحصل فوق كده وحاول تسمع هقول ايه

انتبه اليها فور اتيانها بذكر الشرطة لتجده يحاول فتح عيناه بصعوبة

آيات : جت سيرة البوليس فوقت !!!! ….. شكلك عامل مصيية فعلاً ….. المهم اسمعنى انا اخدة دورة تمريض ونجحت فيها يعنى ممكن احاول اساعدك …. هااااي انت هنا؟ … سامعنى

اومأ ببطيء لتردف هى بهمس

آيات : المشكلة انك اول ضحية ليا …. ااقصد اول مريض …. ده غير انى اخدت الشهادة دي من خمس سنين

همست بكلامها هذا اثناء احضارها لادوات الجراحة والتى لحسن الحظ متوافرة لديها بالمنزل

بعد نصف ساعة نجدها تتهاوي ارضاً بجانبه وقد نجحت بالفعل وبعد عناء فى اخراج الرصاصة وتقطيب الجرح بعدها

آيات : مين يصدق ان آيات اللى كانت بيغمى عليها لو شافت نقطة دم هتعمل المعجزة دي

مضت ساعة اخرى امضتها بجانبه تراقب حالته بإهتمام وقد انتبهت بعدها عدم تناولها اى شيء طوال اليوم لتتحرك بتعب نحو مطبخها الصغير لتحضر وجبة سريعة قبل ان تعود مرة اخرى لمراقبته

قضت طوال الليل بجانبه تراقب حرارته التى ارعبتها فجراً بإرتفاعها المفاجئ لتقوم برعايته والحرص على خفضها حتى شقشق الصباح عليهم فنجده نائم بسلام على اريكة منزلها وهى بجانبه ارضاً تستند بظهرها على كرسي مجاور له تغط فى نوم عميق

تململ فى مكانه عده لحظات قبل ان يفتح عيناه بتثاقل لتتجول حدقتاه بتعجب فى سقف الغرفة قبل ان يعى انه بمكان غريب عنه …. انتفض من مكانه ليتألم فور حركته المباغته تلك لكنه تغاضي عن المه محاولاً استرجاع اخر ساعات يوم امس لكن دون فائدة

لمح اثناء اكتشافه للمكان جسد انثوي يفترش الارض بجانبه … فتاة ملامحها رقيقة تنام بوضعية غريبة مضحكة للغاية … لاحظ تململها هى الاخرى قبل ان تفتح عيناها وتتثائب بأريحية لتنظر بعدها نحوه وترمش للحظات

…………. : صباح الخير

آيات بتلقائية : صباح النور

ثم رمشت مرة اخري قبل ان تهب من مجلسها تهتف به

آيات بصراخ : انت ….. انت ميييين ؟ وبتعمل ايه فى بيتي ؟ دخلت ازاى ؟ حرااامي اكيد انت حرااامي

تفاجأ هو من صراخها ذاك ليهب من جلسته بصعوبة يتجه نحوها ليغلق فمها بيده ويهتف بها

………… : اولاً انتى اللى هتقوليلي انتى مين و ايه جابنى هنا ؟ ثانياً انا كل اللى فاكره انى كنت مصاب وغالباً انتى اللى ساعدتيني والمفروض يا انسة اكون انا اللى مش فاكر اللى حصل مش انتي

همهت بكلمات غير مفهومة ليبعد يده عنها

آيات : اه افتكرت انت المصيية اللى وقعت على دماغى امبارح …. ممكن تقولى يا استاذ انت مين ومين اللى عمل فيك كده

طالعها للحظات وكأنه يستشف ان كانت صديقة ام عدو …. انهى تفحصه لها ليتوجه بعد ذلك الى الاريكة يجلس عليها بهدوء ويردف بثبات : طائف …. طائف العِمري

الفصل الثاني (ضيف غير مرغوب فيه)

تسمرت لحظات بمكانها فور تعريفه القصير بنفسه ” طائف العِمري ” لما تشعر بأنه اسم مألوف لديها ؟ هكذا حدثت نفسها

طائف بسخرية : طبيعي يكون اسمي مألوف …. مفيش حد فى مصر ميعرفش طائف العمري

طالعته بصدمة لتردف

آيات بذهول : انت … انت ازاى عرفت انا بفكر فى ايه ؟ وبعدين ايه الثقة دي كلها ؟ تطلع مين سيادتك عشان مصر كلها تعرفك ؟

طائف بغرور وتملل : ازاى عرفت ومين انا .. ده كله ميخصكيش يا حلوة فى حاجة … كل اللى حصل اننا اتقابلنا صدفة وساعدتيني وانتهى الامر …….. ثم هم بالنهوض بصعوبة متجهاً الى باب المنزل يردف بعملية ….. ده الكارت بتاعى تقدرى تقيمي ثمن اللى عملتيه معايا وتتصلى بيا ادفعلك اللى تطلبيه معنديش ادنى مشكلة مهما كان قيمته

مر بجانبها ملقياً الكارت الشخصي على المنضدة ليكمل طريقه الطويل بالنسبة لحالته نحو باب الخروج

تألم من حركته المفاجئة والتى كانت تتمثل فى رفع ذراعه نحو مقبض الباب لفتحه … لتنتفض هي نحوه .. تقف امامه مانعة اياه من الخروج

آيات : اللى بتعمله ده اسمه جنون انت من امبارح بس كنت مضروب بالرصاص مينفعش تتحرك دلوقتى خالص ده غير انك محتاج تروح المستشفى فوراً عشان يعاينوا حالتك بدقة ويتأكدوا انك كويس

اغمض عيناه يكتم ألمه وغيظه من تلك الثرثارة و التى تزيد من آلام رأسه والدوار الذي حل به

طائف : لتاني ولآخر مرة هقول ميخصكيش …. انتى قومتى بواجبك وانتهى الامر كفاية اوي لحد كده مش على اخر الزمن واحدة زيك تقول عليا مجنون وتمشي كلامها عليا …. وابقى اتعلمي يا شاطرة ازاى تكلمي الاكبر منك

اشتعل وجهها باللون الاحمر غيظاً وغضباً من هذا المتعجرف لتصرخ به

آيات بصراخ : واحدة زيي ؟ شاطرة ؟ انت فاكر نفسك ميين عشان تكلمنى بالأسلوب ده … بقى ده جزاء واحدة انقذتك من الموت وللاسف عندها انسانية وخايفة على حياتك …… يا اخى روح فى ستين داهية ان شالله تولع انا كان مالى ومالك يلا بالسلامة اتفضل من بيتى كفاية اوى لحد كده …. برة

كتم شتيمة بداخله وقد تحول بياض عيناه الى اللون الاحمر فهى قد اشعلت فتيل غضبه بصوتها العالى وتهكمها وسخريتها منه لكن الان ليس وقت الجدال . هم بالبحث فى سترته عن هاتفه الجوال ليحادث مدير اعماله لكن لم يجده تسمر مكانه للحظات قبل ان يتذكر وقوع هاتفه منه اثناء احداث الامس …. شتيمة صدرت منه لم يستطع كتمها تلك المرة

فى حين طالعته هى من مكانها خلفه تقف عاقدة ذراعيها امام صدرها تهز احدى قدميها بتوتر و غضب وهو يوليها ظهره

آيات بتذمر : خير …. هنفضل اليوم كله على الوقفة دي .. مش حضرتك كنت عايز تتفضل تمشي واقف ليه؟

التف بهدوء ليواجهها وقد ظهرت معالم التعب والارهاق على ملامحه ولكنها لم تتأثر بها من شدة غضبها

طائف محاولاً الثبات : مش لاقى تليفونى تقريباً وقع مني امبارح

آيات بغضب مكبوت : و ؟

طائف بتملل : وبكده مش هعرف اكلم اللى شغالين عندي عشان يجو ياخدونى من هنا

آيات بسخرية : يخدوك ؟ ليه صغير حضرتك مش بتعرف تروح بيتك لوحدك ولا ايه …. نهايته … اتفضل تليفوني اهو اتصل بأي حد بسرعة

مدت هاتفها نحوه لكنه لم يحرك يده قيد انملة بل طالعها بثبات ليجيب

طائف : مش هينفع لان كل الارقام متسجلة على تليفونى ومش حافظ نمرة حد

آيات وقد فاض بها الكيل : افندم ؟ يعنى ايه ؟ يعنى مش حافظ نمرة اي حد خالص …… مامتك ؟ باباك ؟ اى حد من اخواتك ؟مراتك ؟

اسود وجهه للحظات قبل ان يهتف بجمود وهو يعود ادراجه ليستلقى على الاريكة مرة اخرى بكل اريحية

طائف : مش بحفظ نمر حد …. واحفظهم ليه طالما هما متسجلين

آيات : يا برودك يااخى انت فاكر نفسك فين آخد راحتك على الاخر وكأن البيت بيتك انت ا……….

قاطعها رنين هاتفها لتنظر لهوية المتصل فتجدها سهام صديقتها وزميلتها بالعمل لتتذكر فجأة انها تأخرت بالفعل ساعة كاملة عن موعدها

آيات بغضب موجه نحو طائف والذي استلقى مغمضاً عيناه علّه يحظى ببعض الراحة : منك لله منك لله انت السبب .. هروح فى داهية بسببك

ثم سارعت بالتقاط المكالمة لتسمع تذمر صديقتها من تأخرها عن عملها لاول مرة

آيات بسرعة : اعمل ايه بس …… اسمعنى يا استاذ انت .. انا لازم اخرج دلوقتى لانى اتأخرت على شغلى عايزة ارجع ألاقيك مش موجود …… ثم تابعت متجهة الى غرفتها لتبديل ملابسها …… اعمل ايه ياربي ازاى هسيب واحد غريب فى بيتي واروح الشغل … بس برضو مش هقدر اخد اجازة فى الفترة دي خالص … ربنا يستر بقى

وفى الشركة وتحديداً مكتب الاستاذ هادي وهو شاب فى منتصف الثلاثينات من عمره متزوج ولديه طفلان بدأ عمله بالشركة كمدير مالي ثم ترقى ليصير المدير التنفيذي والمسئول الرئيسي عن الشركة فى ظل غياب صاحبها المستمر

آيات بغيظ : شكراً ليك يا مستر هادي متشكرة جداً لحضرتك

هادي بغرور : مفيش داعي للشكر بس ارجو ان تأخيرك يكون لاخر مرة وكفاية اوى لفت النظر اللى اتعمل فى ملفك وخصم يوم من مرتبك تقدري تتفضلي دلوقتى

آيات من بين اسنانها : عن اذنك يا فندم

خرجت لتذهب الى مكتبها فتجد صديقتها سهام تطالعها بنظرات مشفقة

سهام : طمنيني يا يويو البنى آدم اللزج ده عمل معاكي ايه ؟

آيات بتنهيدة : لفت نظر زائد خصم يوم من المرتب

سهام بغضب : الحيوان ……. بقى اكتر واحدة ملتزمة فى الشركة يعمل معاها كده عشان ساعة تأخير …. منه لله معلش يا يويو متزعليش نفسك مجتش على يوم

آيات بحزن : انا اللى قاهرني الظلم اللى بيحصل ده .. يعنى غيري بيكون مش ملتزم ودايماً اخطاء مستمرة ومع ذلك بيتجاهلوا الموضوع وكأن ده الطبيعى انما آيات تغلط تبقى جريمة

سهام : معلش يا حبيبتى الدنيا كده حسبي الله ونعم الوكيل فى كل ظالم … بس مقولتليش ايه اللى اخرك كده مش عوايدك يعنى

آيات بإرتباك : مفيش يا سوسو صحيت متأخر مش اكتر

سهام بنظرة مشككة : هعديها النهاردة بس عشان مزاجى رايق

آيات بتهكم : تلاقى حبيب القلب شرفنا بطلعته البهية

سهام بحب : بس يا بت بطلى تريقة عليه ده مز وسيد المزز كلهم

آيات : مختلفناش يا ستى ان سى مازن وسيم بس مش لدرجة الهيام اللى انتى فيها دي

سهام متجهة للخارج : اسكتى انتى بس بذوقك الغريب ده يلا الله يعينه اللى هتقعى من نصيبه سلام يا قطة خليني اروح اشوف المز بتاعى

آيات بضحك : قطة و مز ؟ بقى ده شكل موظفة فى شركة عالمية محترمة سلام سلام يا اختى

اما على الجهة الاخرى وبعد عدة ساعات نجده قد استيقظ من سباته القصير يشعر انه صار افضل تنهد بعمق وقد ادرك سكون المنزل من حوله نهض جالساً يتعجب من قدرته على النوم بعمق فى مكان غريب لاول مرة … لحظات و سمع اصوات تصدر من معدته تصرخ طلباً للطعام تنهد مرة اخرى ليتحامل على نفسه ويهب واقفا فيبدأ تجوله بالمنزل باحثاً عن شيء يؤكل

طائف محدثاً نفسه : لما نشوف فى ايه يتاكل هنا …. مش عارف ليه حاسس انى مش هلاقي اى اكل آدمي هنا وهتطلع فى الاخر من آكلين لحوم البشر

ابتسم عند تذكره ملامحها الرقيقة عند نومها واختفاء تلك الملامح فور حديثها معه لتتحول لطفلة غاضبة مشعثة الشعر

طائف بإبتسامة : اه لو شافت نفسها فى المراية لما قامت من النوم ولا نومتها الغريبة دى … مكنتش هتقدر تفتح بوقها معايا …. انسانة غير طبيعية فعلاً

واثناء حديثه هذا لمح نفسه بمرآة تواجدت بطول احد الابواب ليشهق ضاحكاً من منظره الفوضوي

طائف بسخرية من نفسه : وبتضحك عليها …. شوف نفسك الاول يا…. يا بيه

ثم اكمل بحثه عن اى طعام يسد به رمقه

سهام بإبتسامة واسعة : اى اوامر تانية يا فندم ؟

مازن بإبتسامة مماثلة : شكراً يا سهام كده كل الشغل خلص …. وبالمناسبة لبسك النهاردة شيك كده كالعادة

سهام بخجل : شكراً يا فندم ده من ذوق حضرتك

مازن وقد تنبه لامر ما : قوليلي يا سهام مفيش اى مكالمات جاتلى خالص الفترة الاخيرة

سهام بعملية : كل المكالمات بلغت حضرتك بيها اول ما جيت

مازن : تمام يا سهام بما ان الشغل خلص النهاردة تقدري تروحي بدري مفيش داعى لوجودك

سهام بحزن : حاضر يا فندم عن اذنك

وبعد فترة ليست بالقصيرة انتهت ساعات العمل وقد حمدت آيات ربها ان هادي لم يكلفها بعمل اضافى فقد اُنهكت تماماً من احداث الامس وصباح اليوم

وصلت منزلها لتدلف الى الداخل وفعلت روتينها اليومي بإلقاء احدى قطع حذائها بناحية والاخرى بناحية معاكسة اما سترتها فكانت نصيبها احدى مقاعد حجرة المعيشة ملقاة بإهمال لتتهاوى على الاريكة فى تعب

آيات بإنهاك : واخيراً شوية هدوء

طائف : حمد لله على السلامة

انتفضت من مكانها بفزع لترصد جسده الضخم يقف امامها بثبات يضع احدي يديه بجيب بنطاله والاخرى يمسك بها كوب فخارى يشرب منه شيء ما بهدوء واسترخاء

آيات بغضب : انت بتعمل ايه هنا؟

قلب عيناه فى تملل قبل ان يجيبها بهدوء يُحسد عليه

طائف : اظن ان ست ساعات مش فترة كافية انك تنسي واحد زيي

آيات : اكيد منستش انت مين بس برضو منسيتش انى قولت انى عايزة ارجع الاقيك مشيت

اتجه هو بهدوء الى احد المقاعد يجلس عليها وهى تراقبه بأعين متسعة ليجيب

طائف : واظن برضو انك منسيتيش انى قولتلك انى مقدرش امشي من هنا غير لما اتصل بحد من موظفيني

آيات بعصبية : و الحل ؟

حرك كتفاه لاعلى واسفل ليجيبها ببساطة

طائف : الحل هو انى افضل هنا لغاية ما اقدر اوصل لحد اعرفه

آيات بصراخ : نعم ؟؟؟؟؟؟؟

الفصل الثالث (تذمر)

طائف : الحل هو انى افضل هنا لغاية ما اقدر اوصل لحد اعرفه

آيات بصراخ : نعم ؟؟؟؟؟؟؟

نظر نحوها بإنزعاج من صراخها المستمر

طائف ببرود : ليه الصوت العالي؟ ايه اللى فى كلامى مش مفهوم ؟

آيات بحدة : هو ايه اللى تفضل هنا لغاية ما توصل لحد !!! … انت فاكر نفسك مييين ؟ وفين ؟ …. ده بيت واحدة ست يا استاذ وعايشة لوحدها واذا كنت استضافتك يوم فيه فده مش معناه اني سيباه وكالة من غير بواب … بلاش جنان يا ابن الحلال وشوفلك حتة تروح فيها انا مش فاتحة بيتي سبيل

واخيراً تنازل لينهض من جلسته يقف بشموخ مواجهاً لها

طائف بإستفزاز : اولاً و رداً على اسئلتك الكتير دي … فاكر نفسي مين فسبق و عرفتك بنفسي طاائف العمري تقدرى بعملية بحث بسيطة على النت تعرفي اكون مين بالاضافة انى مستوعب تماماً انى فى ضيافتك من امبارح و سبق و قولتلك ان كله بتمنه اطلبي اي مبلغ وتانى يوم هتلاقيه قدامك ….. اما بقى باقي كلامك ….. اكمل بسخرية ….. فردي عليه هو اني مش شايف اى ست متواجدة قدامى حالياً اطلاقاً

آيات بغضب: ده انت مش بس بجح لا و وقح كمان … انت ازا…

طائف مقاطعاً بتنهيدة : من غير اهانات وغلط كتير خلينا نقضي الليلة دي بسلام ومن بكرة هشوف حل للوضع ده …. ها ارتحتي ؟ ……. ثم اكمل بفحيح غاضب ….. و اعرفي كويس ان لولا انك انقذتى حياتك وانى مديون ليكي مكنتش ابداً سمحتلك بالتجاوز والتعدي فى كلامك معايا … بس كله يهون عشان موقفك الشهم بتاع امبارح يا …. يا قطة

ثم تركها تقف مبهوتة الملامح من تهديده لها فى حين تحرك هو بأريحية نحو المطبخ مرة اخرى

واخيراً قررت الاستسلام للوضع الحالي و ابقاء الوضع على ما هو عليه حيث ان لا طاقة لها للخوض فى جدال خر اصبحت على دراية تامة ان لا فائدة منه

اتجهت هى الاخرى الى غرفتها تغلق بابها خلفها موصدة اياه بإحكام لتبتعد عنه قليلاً وبعد لحظات من النظر نحوه بتوجس همت بتحريك الكرسي الخشبي الوحيد الموجود بالغرفة نحو الباب للاحكام من اغلاقه وضمان عدم استطاعة ضيفها الدلوف للداخل .. فحتى وان كانت تبدو كفتاة جريئة مقدامة فخوف الانثي بداخلها انبأها بضرورة اخذ الحذر

وفى مكان آخر نجد صف من الرجال يقفون بخذي امام شاب بأوائل الثلاثينات والذي على ما يبدو كان مستمراً فى تقريعهم فى حين كانوا يستمعون له بخنوع والاسف بادٍ على وجوههم

……………. : يعنى ايه يفلت منكم … بقى بعد كل ده والتحضيرات اللى المفروض عملتوها يقدر يهرب منكم طب ازااااااي؟ خمس رجالة زيكم راجل واحد بس يقدر عليهم ويهرب لا والنكتة انه كمان يعلم عليكم ( يعنى اتصابو بسببه بإصابات تركت اثر )

احد الرجال : يا باشا حضرتك عارف اننا مقصرناش وان هو اللى …..

………… بغضب : هو ؟ هو ايه يا بغل منك ليه؟ هااا

رجل آخر : يا بوس انت عارف اللى اسمه طائف ده مش سهل

…………… بحقد : مش سهل ؟ و مقصرناش !! …… ايه باعتكم تخلصوا من جن ولا ايه ماهو بشر زي اى حد بس الفرق انى مشغل معايا شوية اغبية مبيفهموش

الرجل الاول : يا باشا …..

…………. مقاطعاً : خلص الكلام …. سيبوا بقى موضوع طائف بيه ده ليا لما نشوف اخرتها معاه … كنتوا قولتوا انه اتصاب مش كده ؟

احدي الرجال مسرعاً : اه ياباشا حصل انا شوفته بعيني الرصاصة صابته

………… بشرود : ممممم كويس اوي ده معناه انه هيهدي اللعب اليومين دول اكون انا وصلت لحل …. ثم وجه حديثه لهم غاضباً …… اختفوا من قدامى دلوقتى مش عايز اشوف خلقة حد فيكوا يلااااااا

هموا جميعهم بالانصراف ليتركوه شارداً فى مصير هذا الطائف عدوه اللدود

انقضت هذه الليلة ببطيء شديد على بطلتنا فى حين ان ضيفها المجهول مر عليه الليل سريعاً نائماً على اريكتها بهناء يُحسد عليه

وفي الصباح استيقظت بتأفف مبكراً فاليوم هو يوم عطلتها وقد اعتادت فيه على الاستيقاظ بوقت متأخر لكن بوجود هذا المتعجرف على حد وصفها فلم تستطع ان تنعم بنوم هانئ على الاطلاق

خرجت من غرفتها بهدوء تستطلع ان كان قد استيقظ من سباته لتجد الهدوء يعم المكان لذا خمنت انه مازال نائماً حمدت ربها عندما تأكد ظنها برؤيته يغط فى نوم عميق على اريكتها العزيزة

آيات بهمس : خلاص احتل الكنبة (الاريكة) منك لله معيشنى فى قلق ورعب وانت رايح فى سابع نومة

ثم اقتربت اكثر نحوه وسط تأملها لملامحه بهدوء لتعترف بداخلها كم هو وسيم ذو ملامح رجولية فجة تجبر اياً كانت على النظر نحوه والانجذاب له

آيات بعند : بس برضو بجح و وقح ولو كان توم كروز نفسه

لتتفاجئ به يمسك بها متلبسة اثناء اختلاسها النظرات نحوه حيث فتح عيناه فجأة وعلى شفتيه رُسمت ابتسامة جانبية اردتها قتيلة

طائف بصوت اجش ساخر : اعذريني لكن انا بعترض على مقارنتك ليا براجل تانى حتى وان كان چورچ كلوني نفسه

آيات بغيظ تخفى به حرجها : مش انا سبق و قولت انك بجح و وقح خليني اضيف ليهم كونك مغرور وشايف نفسك … واتفضل قوم بقى عشان تشوفلك حل فى وجودك هنا كفاية اوى لحد كده

هم بالرد عليها بعد ان استقام فى مجلسه ليقاطعه صوت هاتفها

التقطته سريعاً لتعقد جبينها بإستغراب من هوية المتصل وتجيب سريعاً

آيات : السلام عليكم … ايوة يا مستر مع حضرتك خير ؟ ….. لا يا فندم الورق ده انا سلمته امبارح لمستر هادي ….. ازاى الكلام ده !!! ….. ثم استمعت لمحدثها للحظات قبل ان تغمض عيناها بنفاذ صبر تبعه تنشقها الهواء بصعوبة لتجلس من فورها على اقرب مقعد وتجيب بهدوء مصطنع ….. اكيد طبعاً فاهمة يا مستر مازن ان الورق ده مهم بس صدقنى انا سلمته لمستر هادي حتى حضرتك ممكن تسأل سهام هى كانت موجودة ساعتها …….. ايوة ايوة مع حضرتك … ايه ؟ تيجي ؟ بس يا فندم … تمام تمام هبعت لحضرتك العنوان فى مسدج … حاضر على ما حضرتك توصل هكون جهزته .. سلام يا فندم

ثم اغلقت الهاتف تبعه ارسالها رسالة ما ثم نهضت لتهتف دون وعي

آيات بغضب وسرعة : معلش يا آيات … عديها يا آيات … ماهو انتى فاهمة الوضع يا آيات … مستقبل الشركة وسُمعتها يا آيات …. طهقتوا آيات فى عيشتها …. انشالله تولع الشركة انا زهقت خلااااااص …. كله من المسخ اللى مسكوه الشركة عامل زي خيال المآتة ملوش اي لازمة غير انه يبوظ شغلى .. انا عارفة ازاى صاحب الشركة عين الكائن ده بدل منه … بس هقول ايه ماهو اكييييد غبي زيه

طائف بحدة غريبة : هااا خلصتى؟

انتفضت هى إثر نبرته تلك وكأنها ادركت للتو ان ثمة من يشاركها المكان لتنظر له فى دهشة سرعان ما اندثرت ليحل محلها الغضب

آيات : وانت كان مالك ومالي يا اخى ولا هو حرام اطلع الكبت اللى جوايا فى بيتي كمان

طائف بتوجس : هو انتي شغالة فين بالظبط ؟

آيات بإستفزاز : انت بجد متخيل انى ممكن اقولك اى معلومات عنى وعن حياتي بسهولة كده ؟

طائف بسخرية : كدة برضو يا يويو ده احنا بقينا عشرة وقضينا يومين حلوين مع بعض وفى بيتك معقول معلومة زي دي تستكتريها عليا

آيات بدفاع وغضب : يومين حلوين فى عينك وايه يويو دي … الزم حدودك واعرف انت بتقول ايه وخليك فاكر انى دخلتك بيتي بسبب ظروفك اللى زي الزفت دي غير كده مكنتش رجلك عتبت خطوة واحدة بس جوا بيتي انت بتكلم واحدة محترمة مش واحدة من الشارع

طائف بهدوء وقد ادرك خطأه : احم آسف على كلامي مقصدتش بيه حاجة بس حقيقي سؤالي له سبب … ثم اكمل بخبث …. يعنى يمكن اكون اعرف حد من شركتك يقدر يوصلنى باللى شغالين معايا

آيات بحيرة : وايه اللى يخلي حد من شركتي يعرفك ؟

طائف بعقلانية : انا رجل اعمال واكيد ليا علاقاتي

آيات بشبه اقتناع : ممم ممكن على العموم انا شغالة فى شركة ال …………

قاطعها صوت جرس باب منزلها يعلن قدوم احدهم

آيات بتذمر : يوووووه اعمل ايه ياربي ملحقتش احضر الورق اللى هو عايزه …. ثم وجهت حديثها بحدة نحو طائف ….. كله منك كله منك اتفضل بقى ادخل المطبخ ولا اى حتة ومتخلهوش يلمحك فاااهم .. مش ناقصة فضايح انا

وبعدها اتجهت لتفتح الباب لاستقبال ضيفها بتوتر و خوف نظراً لادراكها ان وجود رجل غريب بمنزلها يعد امراً غير مقبول بالمرة

آيات بإبتسامة مرتبكة : مستر مازن اهلاً وسهلاً بحضرتك اتفضل ادخل

مازن بإستعجال : معلش يا آيات مستعجل لو ممكن الورق من فضلك عشان لازم امشي

آيات بتوتر : ثوانى يا فندم هحضرهم لحضرتك

تركته آيات عند مدخل المنزل واتجهت من فورها الى الداخل لتحضير تلك الاوراق اللعينة فى حين هو انتظرها لفترة ليست بالقليلة ليتأفف بوقفته قبل ان يهتف بإسمها عدة مرات لكن دون رد لذا هم بدخول المنزل فى اللحظة ذاتها التى مل فيها طائف المكوث فى المطبخ وضرب بطلبها عرض الحائط ليتوجه هو الاخر الى الخارج فيقابله وجه مازن المصدوم ليهتف كلاً منه بصدمة

مازن : طائف ؟؟؟!!!!!!!

طائف : مازن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الفصل الرابع (انتقام لذيذ)

نظر كلاً منهم للآخر فى ذهول لتظهر آيات فى تلك اللحظة وترى اسوء كوابيسها امامها ….. تباً ماذا سيظن مازن بها !!! …. تُخفي رجل غريب بمنزلها وهى فتاة غير متزوجة ذات سُمعة لم تشوبها شائبة حتى تلك اللحظة .. لكن الان انتهى كل شيء

آيات بتوتر : مستر مازن ارجوك متفهمش الوضع غلط …… ده ده ……

مازن مقاطعاً و متجاهلاً آيات : طائف ؟!! انت بتعمل ايه هنا ؟

نظرت له ببلاهة ثم نقلت انظارها نحو طائف لتجد ذهوله قد انقشع ليحل محله ابتسامة انتصار وتشفي ……. لكن لما ؟؟؟؟

طائف بغموض : ظروف حصلت معايا واضطريت ابقى فى ضيافة …. آيات

لم ينتبه مازن وسط دهشته لنطق طائف المتعمد اسم آيات مجرداً دون القاب ليكمل

مازن : ظروف ايه يابنى دي ؟ وبعدين انت مش المفروض ترجع الاسبوع الجاى ….. جيت بدرى ليه ؟ ايه حصل ! وليه مقولتش ليا على وصولك ؟

طائف بملل : قولت ظروف يا مازن يبقى خلاص ظروف …. مش وقته الرغي بتاعك ده …… و كويس اوى انك جيت عشان من امبارح مش عارف اوصل لحد تبعي ….. خلينا نمشي بقى

اومأ مازن دون تفكير لحديث صديقه ليجد من هبت من مكانها تطالب بتفسير

آيات بإندفاع و حدة دون وعي : ممكن اعرف بقى انتوا تعرفوا بعض ازاى ؟

طالعها مازن بإستهجان لحدة حديثها لتتنحنح قائلة

آيات : احم احم مقصدش … بس يعنى اقصد انى اتفاجئت انكم تعرفوا بعض

مازن دون اهتمام : ده طائف العمري ويبقى صاحب ال………

طائف مقاطعاً : صاحبه …… انا ومازن صحاب من زمان

طالعه مازن فى ذهول ليتلقى نظره منه اخبرته ان يصمت ويجاريه فى الحديث

مازن : اه فعلاً صحاب من زمان اوى

اومأت هى دون اقتناع و اكملت برسمية

آيات : ده الورق اللى حضرتك طلبته بس انا بعيد كلامي لحضرتك تانى انى سبق وسلمت الورق ده امبارح لمستر هادي

مازن بضيق : عارف يا آيات عارف بس مستر هادي ضيع الورق

آيات و طائف بإستهجان : ضيع الورق ؟؟؟؟؟؟؟

نظرت له نظرة تعنى و ما دخلك انت ؟ فى حين هو اكمل تفحصه لمازن

مازن بتبرير : ماهو دايماً كده يا آيات مستغربة ليه دلوقتى ؟

آيات : دايماً كده اه لكن انا مش هقدر استحمل اكتر من كده ….. يا افندم لو ورق خاص بأي صفقة او بشئون حساسة خاصة بالشركة ضاع برضو من مستر هادى انا هقع فى مصيبة وهينتهي مستقبلي عشان كده انا بفكر انى اقدم استقالتى واللي يحصل يحصل

مازن بسرعة : استقالة ايه بس يا آيات صلى على النبي كده ….. احنا مستحيل نقبل ان الشركة تخسر موظفة بكافأتك واخلاصك … اكيد هلاقى حل غير موضوع الاستقالة ده

طائف بغموض : فعلاً هنلاقى حل وبعدين استقالة ايه بس ده اللعب ابتدى يحلو

آيات بحدة : افندم ؟؟؟؟

طائف لمازن : يلا يا مازن خلينا نمشي

امتثل مازن اخيراً لحديث صديقه فسبقه للخارج فى حين تلكع هو فى طريقه ليهديها نظرة تَشفي وابتسامة احتارت هى فى تفسير معناها

واخيراً خرج ليحتل المقعد المجاور لصديقه بالسيارة ليهتف فى وهن

طائف : اطلع بينا على المستشفى بتاعتي

زوى مازن ما بين حاجبيه قائلاً فى قلق

مازن : مستشفى ؟ ليه ؟ انت كويس يا طائف ؟

طائف بتأفف : اخلص يا مازن وبعدين هحكيلك

مازن : حاضر حاضر

انطلق مازن سريعاً نحو مستشفى العمري الخاصة ليتم استقبال حالته بسرية تامة و بعد معاينة دقيقة علم انه بخير حال بفضل اسعافات تلك الصغيرة ولولاها لأصبح فى خبر كان

بجناح خاص فى المشفى نجده جالس بأريحية على سرير ما يجاوره صديقه وقد انهال عليه بالاسئلة والعتاب

مازن بغضب : ممكن تفهمني بقى ايه اللى حصل معاك بالتفصيل

طائف : فخ

مازن بإستفهام : افندم

ارجع رأسه للخلف ليستند على ظهر الفراش فيعيد احداث اليوم السابق ويبدأ بسردها على صديقه

فلاش باك

بعد وصوله للمطار واستقبال سائقه له احتل سيارته والتى من المفترض بها ان تقله لقصره …. انشغل ببعض اخبار العمل على هاتفه النقال ليرفع نظره نحو الخارج بعد فترة ليجد نفسه فى طريق مختلف عن طريق قصره بل بطريق خال تماماً من الناس تحيطه الرمال من الجانبين

طائف بريبة : انا مش قولت تطلع على القصر ايه جابنا هنا

السائق بغموض : اصل فى ناس طالبة تشوف حضرتك اول ما توصل

طائف وقد ادرك ما يحدث : اه والناس دي مكنش عندها الجرأة تجيلى لغاية عندي وتطلب مقابلتى …… ايه ميعرفوش ان طائف العمري مبيروحش لحد ؟

السائق وقد اوقف السيارة على احدى جوانب الطريق : اللى حصل بقى … على العموم احنا وصلنا والبشوات منتظرينك تحت

ابتسامة سخرية : ممممم طب كويس اوي انهم على الاقل انتظرونى مش انا اللى انتظرت

هبط السائق من السيارة واتجه لسيارة اخرى تحمل عدداً لا بأس به من الرجال ..توجه خصيصاً لاحدهم وبدا انه رئيسهم

السائق : الامانة وصلت و فى العربية … كده انا خلصت دورى ايدك بقى على المعلوم ( بيطلب اموال مقابل شغله )

الرئيس بسخرية : اه وماله بس تجيبهولنا هنا معلش

السائق بتبرم وبعد تفكير : و مالو ميضرش

ثم التف متجهاً عائداً الى سيارة طائف مرة اخرى لتناله طلقة خائنة منهم اردته قتيلاً فى الحال لتستفز هذه الفعلة القابع داخل السيارة ويندفع خارجها نحو هذا الملقى ارضاً فى المسافة بين سيارته وسيارتهم ورغم علمه بخيانته الا انه لم يقبل ان تكون نهايته على ايديهم ….. واثناء فحصه له شعر بهم يحيطون به من كل جانب فسارع بإخراج سلاحه الشخصي على حين غفلة واستطاع اصابه بعضهم به الا ان البعض الآخر قد تمكن منه وبعدها لا يتذكر كيف استطاع الهرب منهم

نهاية الفلاش باك

مازن بغضب : ولاد ال*** …. بس برضو مفهمتش ازاى وصلت لبيت آيات

طائف وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه : ما هى اللى لاقيتني ( عثرت علي ) وعملتلى الاسعافات وطبعاً بما ان تليفونى ضاع مني ومش حافظ رقم حد بالاضافة ان محدش من الصحافة يعرف بوصولى فاضطريت انى مظهرش فى اى مكان الا لما اتصل بحد تبعى وموثوق فيه

مازن : مممم فهمت … طب ودلوقتى ناوي علي ايه ؟ انت اكيد عارف مين اللى عمل معاك كده

طائف بجمود : طبعاً عارف واللى ناوي اعمله هو اني ارد الجميل لشخصين

مازن بحيرة : ترد الجميل ؟ ولشخصين ؟ ده اللى هو ازاى يعنى مش فاهم

طائف بغموض : هتفهم ….. مسيرك هتفهم

فى منزل آيات وبعد رحيل مازن وطائف

آيات لنفسها : واخيراً خلصت من الهم ده ….. بس ازاى يكون صاحب مستر مازن !!!! …… انا مالي صاحبه ولا مش صاحبه المهم انى خلصت من المصيبة دي …… ثم اكملت بمرح ……… طب والله حرام يتقال على المز ده مصيبة …. مز اه بس عليه كمية برود .. استغفر الله العظيم ……. يلا انا مالى خليني اخلص باقى الشغل بدل ما يطلع عيني بكرة مع الفقري هادي

باليوم التالى وبعد وصولها الشركة وجدتها على قدم وساق وكأنها خلية نحل لم يبقى شخص واحد دون عمل على غير العادة لكنها لم تهتم وفى طريقها لمكتبها مرت على صديقتها سهام لتجدها هى الاخرى يصحبها التوتر والقلق

آيات : صبح الخير ايه مالك مش على بعضك ليه ؟

سهام : صباح الخير ياختى وبعدين ايه السؤال ده يا باردة ؟ .. يعنى مش عارفة اللى بيحصل فى الشركة ؟

آيات بتساؤل : ايوة بقاااا ايه اللى بيحصل فى الشركة ؟ …. من امتى الهمة والنشاط اللى دبت فى الشركة دي ؟

سهام : سبحان الله ده انتى المفروض انك اول واحدة تعرفى الخبر

آيات : خبر ايه ؟ ما تخلصي يا بت

سهام : صاحب الشركة

آيات بإستهزاء : ماله المخفي ؟

سهام : رجع

آيات : حمد الله على سلامته … شرف و نور … اعمل ايه يعني؟

سهام : خدي دي بقى …. طرد هادي وهيمسك الشركة بداله

هبت آيات من مجلسها وصرخت فرحاً

آيات بفرح : احلفي …… لا بجد بتتكلمى جد ؟؟؟؟ يعنى اللى اسمه هادي ده مشي خلاص … يعنى مش هيطلع عيني فى الشغل تانى هييييييييه

سهام بإمتعاض : بس يا هبلة .. مالك فرحانة كده ليه ؟ دول بيقولوا عليه شديد ده غير انه متطلب جداً فى شغله يعنى مش بعيد يطلع عينك في الشغل اكتر من سي هادي ده

آيات بحماس : يا بنتي يطلع عيني وهو فاهم غير لما يطلعها وهو مش فاهم اى حاجة ….. يلا هطير انا بقى اشوف مديري الجديد … سلاااااام

سهام بضحك : سلام يا ختى سلاااام

دلفت آيات الى مكتبها بهدوء لتجد مازن يخرج من غرفة هادي ……. تباً آيات لم تعد كذلك

مازن بإبتسامة واسعة : صباح الخير ….. ازيك يا آيات ؟

آيات : صباح الخير مستر هادي انا كويسة الحمد لله وحضرتك عامل ايه ؟

مازن : انا تمام اوى الحمد لله …. اكيد سمعتى باللى حصل وان هادي مشي وجه بداله طا…….. احم احم جه بداله صاحب الشركة

آيات بإبتسامة واسعة : اه يا فندم سمعت

مازن : تمام اوي … هو مستنيكي جوة على فكرة … بالتوفيق … سلااام

آياات بفرح : سلااام

مازن بهمس : الله يكون فى عونك يا بنتي

طرق على الباب تلاه دخولها لغرفة صاحب الشركة المزعوم ….. لم تجده خلف مكتبه لتتجول بعيناها فى ارجاء الغرفة فتجده يقف بشموخ يواجهها بظهره فى حين يتأمل هو الواجهة الخارجية لمكتبه .. اجلت صوتها لتهتف برسمية

آيات بإبتسامة رسمية : حضرتك طلبتني يا فندم …. انا آيات رأفت كنت سكرتيرة مستر هادي وهكون سكرتيرة حضرتك ان شاء الله

ساد الصمت لحظات جعلتها تظن انه لم يستمع لما قالته فعزمت على تكرار حديثها مرة اخرى لكن قاطعها صوته

…………. : مظنش ( لا اظن )

ارتعدت مفاصلها لنبرة الصوت لتهتف بداخلها

آيات لنفسها : لالالالا مستحيل يكون هو …. ايه اللى هيجيبه هنا ده مستحيل

لكن قتل امانيها وأملها حين التف نحوها ليقابلها وجهه الساخر بإبتسامة ملتوية زادت من كراهيتها نحوه

آيات بذهول : انت ؟ انت بتعمل ايه هنا ؟

طائف ببرود : انا فى مكتبي و فى شركتي …. وانتي؟

آيات ببلاهة : مكتب ايه ؟ وشركة ايه ؟ ثم اكملت بإبتسامة اكثر بلاهة بعد ادراكها لاحتمالية انه هو نفسه صاحب الشركة …. بتهزر مش كده ؟ اكيد بتهزر

طائف : اهزر ؟ ومعاكي ؟ مظنش خالص

آيات بحدة : ماهو يا اما بتهزر يا إما انا بحلم ….. بحلم ايه ده كابووووس …. مستحيل اسمح انك تكون رئيسي … انت انت …

لم تجد كلام يصف ما تشعر به فصمتت بوجه محتقن فى حين اتجه هو ليجلس بهدوء خلف مكتبه

طائف بتهديد: مممم كابوس ؟ اظن ان اللى هيحصلك بعد كلمتك دي هو اللى كابوس خصوصاً لمستقبلك المهني

رمشت بعيناها لحظات قبل ان تعي ما يعنيه بكلامه

آيات : لا

طائف : لا ؟

آيات بإبتسامة صفراء : اقصد لا .. اكيد يعني حضرتك مش هتعمل عقلك بعقلي … مش كده ؟

طائف بإبتسامة مستفزة : ومين عارف … انت مش كنتي شايفة انى مستحيل ابقى رئيسك ما يمكن ده لاني عقلي اصغر من عقلك فعلاً

آيات بنفاذ صبر : قولى عايز مني ايه ….و لو … لو عايزنى اقدم استقالتي فأنا معنديش مانع ثوانى وهتكون على مكتبك

ارجع ظهره للخلف ليستند على ظهر معقده بأريحية ليهتف

طائف : وانتى فاكرة بقى ان بعد كل الاهانات دي انا هكتفى انك تقدمي استقالتك …. تؤتؤتؤ اللى انتي عملتيه ده هيتكتب فى ملفك وحضرتك هتاخدي رفد ….. وابقى قابليني لو فيه شركة قبلت بيكي بعد كده

آيات بخوف ورجاء : حضرتك انا بحب شغلى جداً وصدقنى بأديه على اكمل وجه وممكن تسأل كل اللى فى الشركة .. اما اللى حصل بينا ده فكان سوء تفاهم مش اكتر … يعنى اكيد مقصدش انى اهين حضرتك بأي كلمة

صمت … صمت …. صمت

طائف بعد فترة : اسبوع

آيات بتوجس : افندم ؟

طائف بترفع واستفزاز : اسبوع هختبرك فيه عجبتيني …كان بها … هتستمرى فى الشغل معجبتنيش يبقى بالسلامة واعرفي اني عملت ده لاني مديون ليكي بحياتى …. اعتبريه رد لجميلك معايا لاني مبحبش ابقى مديون لحد

آيات لنفسها : تختبرني ؟؟؟؟ بقى اكتر واحدة عارفة شغلها فى الشركة واللى انقذتها قبل كده بدل المرة عشرة هتختبرها …. منك لله يا بعيد …. ثم ايه عجبتيني دي .. اعجبك بتاع ايه … اسمها عجبني شغلك …… وبعدين رد جميل ايه ده شغلى اصلاً يعنى مش بتمن عليا بيه … ااااااه لو يسيبوني عليه كنت عرفته ازاى يتكلم مع الناس

طائف بحدة : وهتعرفيني ازاى بقى اتكلم معاهم ؟؟

انتفض جسدها اثر حدته لتناظره فى دهشة …. كيف علم بما تفكر ؟

طائف وقد فهم استفسارها : ولتاني مرة حاسبى على كلامك وبما انك مش بتعرفى تسيطرى على لسانك فحاولى تسيطرى على افكارك

ناظرته بدهشة ليجيبها بتأفف

طائف : حضرتك فكرتي بصوت عالي …. ودلوقتى ….. يلاااا على مكتبك …. ثم هتف فى حدة …… اتفضلى

ليختفي طيفها سريعاً من امامه بخطوات خرقاء و تغلق الباب خلفها فتسمح له ليغرق بضحكاته المجلجلة والتى لم تخرج منذ دهر هاتفاً

طائف بضحك : مجنونة …. بس هنستمتع سوا …. وعد مني اننا هنستمتع يا ….

يا قطتي…

الفصل الخامس (عرض)

يخربيت جمالك يا أخي .. هو فيه كده .. قال وانا اللى كنت بعاكس مستر معتز … اجي اشوف الاخ اللي قاعد جوة ده ….. بت يا آيات قوليلي انتي بتتعاملي مع الكائن ده ازاي ؟؟؟

هتفت سهام بتلك الكلمات عقب خروجها من مكتب رئيس مجلس ادارة الشركة

لتنظر لها آيات بإمتعاض مستنكرة مبالغتها في اعجابها ذاك

آيات بإستنكار : انا مش فاهمة مُغرمين اوي بسي طائف ده ليه … ما هو عادي يعني زيه زي اي راجل

سهام بدهشة : “زيه زي اي راجل” يا شيخة اتقي الله ده يجي بقالنا شهر شغالين معاه وبرضو متعودتش على وسامته و بريستيجه ….. ثم تنهدت بهدوء لتردف ….. يا بختها اللى هيبقى من نصيبها

آيات بغيظ : مجربتيش بروده و استفزازه … و انتى هتجربيه ازاى وهو بيخزنهم كلهم ليا انا

سهام : يا اختى لو الاستفزاز من النوع ده فيا أهلا بيه .. يلا اسيبك بقى و أطير اروح اشوف الشغل اللي ورايا …. سلام

آيات بهدوء : سلام

اعتدلت فى جلستها عقب خروج صديقتها لتشرد للحظات فى احداث الفترة السابقة ….. شهر مضى على بداية عمله بالشركة …. شهر أستمرت فيه سلسة من الاستفزازات و الانتقادات …. صبرت و صبرت و صبرت … حتى انها لا تصدق كونها تمكنت من التحكم بما تتفوه به امام استفزازاته تلك لكن الى متى !!!!

قاطع شرودها ذاك و كالعادة رنين الهاتف يستدعي اياها الى مكتبه …لتفعل ما تعودت عليه بالفترة الاخيرة قبل الدخول الى مكتبه … هيأت نفسها لأي تعليق قد يصدر منه … و برغم استعدادها كل مرة الا انه يأتي بما لم تتوقعه على الاطلاق

دلفت الى الداخل لتراه يجلس خلف مكتبه .. تقدمت لتقف امامه و هتفت برسمية

آيات بهدوء : حضرتك طلبتني

نهض من مقعده فور حديثها ليدور حول المكتب يطلب منها الجلوس فأمتثلت لطلبه ليجلس هو الاخر على المقعد المقابل لها مضت ثواني من الصمت قطعها هو بنبرة جدية

طائف : زي ما أنتي شايفة عدى شهر على شغلنا مع بعض …. و اسبوع على عرضي ليكي …… و أظن ان دي هي المدة اللى طلبتيها عشان تفكري فى العرض بتاعي

نظرت له فى دهشة …. أيمزح ام ماذا ؟ عن اي عرض يتحدث هذا ؟

آيات : سبق و رديت على حضرتك بخصوص عرضك ده وقلت رأيي فيه

اعتدل بمكانه ليعود بجلسته الى الخلف يضع قدماً فوق الاخرى… يلتقط سيجاراً فيشعله فى هدوء …. و يُخرج الدخان من فمه بلا اهتمام ليردف بهدوء مميت

طائف بثقة : وانا مقبلتهوش واديتك وقت تفكري كويس

آيات برسمية : رغم انه مفيش داعي للتفكير مرتين فى العرض ده و مع ذلك انا برفضه للمرة التانية

طائف بغرور : رفضك مش مقبول

كفى …. الى هنا و كفى …. لن تتحمل غروره و عجرفته بعد الآن … ستخرج ما بداخلها و ليذهب كل شيء الى الجحيم

انتصبت فى جلستها لتردف بثبات

آيات : حضرتك عرضت عليا عرض و المفروض ان قدامي خيارين يا أما أقبل يا أما ارفض

طائف ببرود : مش صحيح …. انا فعلاً عرضت عليكي عرض بس عرضي ده ملهوش اختيارين … هو اختيار واحد بس …… و الرفض عندي مش مقبول

هبت واقفة تنظر له بدهشة لتهتف بغضب

آيات : ده يبقى اسمه أمر …… لكن اللى حضرتك مش اخد بالك منه ان وظيفتي ان انفذ خدمات الشركة مش رغباتك الشخصية

واخيراً شعرت به يستجيب لجدية الموقف فتراه يقف مواجهاً لها يكمل بهدوء

طائف بسخرية : وانا مظنش اني طلبت انك تنامي معايا

الى هنا و كفى …. حتماً ستنفجر بأية لحظة …. وجهها احمر دامي … حركات جسدها اصبحت لا ارادية ….. اندفعت نحوه و دون وعي ارتفعت يدها لتهبط على احدى وجنتيه بصفعة سمعت صدي صوتها بأرجاء الغرفة لكن لم تكتفى بذلك ليعقبها صراخها بوجهه

آيات بصراخ : وقح اناني قذر سافل قليل الادب ….. انت فاكر نفسك مين عشان تتكلم معايا بالطريقة دي …. ايه عشان رئيسي يعنى…… خلاص خلصنا … حضرتك مبقتش رئيسي ولا ليك كلمة عليا .. اذا كان على الشغل فأنا مستقيلة ….. عن إذنك

ثم تحركت من فورها نحو الباب تعتزم الخروج من الغرفة بل من الشركة بأكلمها وبداخلها اقسمت ان لا تخطو قدميها داخلها مرة اخرى

لما لا يفتح الباب هل اغلقه هذا الهمجي دون وعي منها لكن لا … هي لا تتذكر شيء كهذا …. لحظات حتى ادركت حقيقة الوضع و هو انه خلفها يغلق الباب بيده يمنعها من الخروج فى حين هى تقف بين ذراعيه وجهها للباب وظهرها له

التفت بحدة لترى وجهه والذي لم تجرؤ على النظر اليه وتفحصه بعد صفعتها تلك لتشهق فور التفاتها ورؤية احتقان عينيه و احمرار وجنته اثر صفعتها المدوية …. يستحق ذلك…… هتفت بها بداخلها قبل ان تهتف

آيات بحدة: انت فاكر نفسك بتعمل ايه ….. هتمنعني مثلاً من الخروج …… وريني هتقدر ازاى!!

لم تجد رد من ناحيته سوى ازدياد صوت تنفسه السريع و هبوط وارتفاع صدره اثر انفعاله

لينتفض جسدها فور نطقه كلمات جمدتها بوقفتها

طائف بشراسة : هتدخلي و تقعدي وتسمعي كلامي لغاية ما ينتهي و الا قسماً بالله يا آيات لهيكون ليا تصرف تاني معاكي مش هيعحبك … و القلم ده هيتردلك مكانه عشرة ….. فاهمة ؟؟؟؟

نطق آخر كلمة بصراخ لينتفض جسدها دون وعي وتومأ بقوة ليهتف هو بنفس الحدة

طائف : اسمعك بتقوليها …. فاهمة ؟؟؟؟ ….. انطقي

آيات برعب : فاهمة فاهمة

…………… : لو سمحتى كنت بدور على بيت الانسة آيات ….. عرفت انه فى المنطقة دي

نظرت آيات بتمعن لهذا السائل والذي يبدو كشاب بأواخر العشرينات او ربما اكبر بعدة سنوات …… تُرى لماذا يسأل عن آيات و من يكون ؟؟؟

رقيات : و تبقى مين حضرتك ؟؟؟؟

…………. : انا ابقى قريبها من بعيد

رقيات : بس اللى اعرفه ان آيات مقطوعة من شجرة و ملهاش قرايب انت بقى تبقى مين ؟؟؟

ارتبك الشاب لثواني قبل ان يكمل بجدية وثبات

………….. : آسر … اسمي آسر …. الحقيقة انا مش قريبها بس تقدري تقولى اني زي اخوها بالظبط و كنت مسافر بقالي فترة كبيرة فعشان كده معرفش هى ساكنة فين او عايشة ازاى ….. ممكن بقى تساعديني لانك واضح انك تعرفيها فعلاً

قامت رقيات بتخمين ان كان حقاً يعرف آيات و كونه كأخ لها ام لا …. فهى فتاة وحيدة يتيمة و كُثُر من يستغلون فتاة مثلها لصالح اغراضهم اياً كانت

رقيات : مقدرش اقولك هى ساكنة فين او اي حاجة عنها لغاية اما أسألها هي شخصياً متآخذنيش يا بيه بس دي الاصول و آيات دي فى مقام بنتي بالظبط

آسر بإبتسامة ودودة : ولا يهمك يا هانم انتي كده طمنتيني عليها كونها فى حمايتك ورعايتك …… مفيش اي مانع اني اقابلها فى وجودك عشان نمحي اي قلق وتتأكدي انها زي اختي ….. لو تتفضلي حضرتك تبلغيها بوجودي

رقيات بإعجاب : والله يا ابني هى حالياً فى شغلها و بتخلص متأخر شوية

آسر بإبتسامة : كمان بتشتغل والله و كبرتي يا يويو ….. طب حضرتك متعرفيش شغلها ده فين على الاقل اطمن انا كمان

رقيات : اه هي كانت قالتلى انها شغالة فى شركة استيراد وتصدير باين …. اسمها …. اسمها ……… والله يابنى ما فاكرة

اومأ لها بإبتسامة واتجه منصرفاً بعد ان أكد عليها ضرورة ابلاغ آيات بحضوره وترك لها رقم هاتفه لتعاود آيات الاتصال به

طائف بهدوء مريب : هاااا هديتي شوية ولا لسة ؟

ابتلعت ريقها بصعوبة و اومأت بخوف لتسمعه يعاود الصراخ مرة اخرى

طائف بحدة : قولت ايه ….. مش قولت بلاش شغل الصم و البكم ده و تردي عليا

آيات مصطنعة بعض القوة : انت بتزعق ليه ….. يعنى انت اللى غلطان وبتزعق …. ده بدل ما تعتذر

هب من مقعده يقف بحدة ويتجه نحوها بخطوات سريعة قبل ان ينحني عليها فى مقعدها ويصرخ بها

طائف : أ ايه ؟ أعتذر ……. حضرتك منتظرة مني اعتذار …. مش كفاية القلم ده ولا تحبي اردهولك عشان تعرفي تقيمي كويس اذا كان كفاية ولا لا

عادت هى للخنوع مجدداً لترد بخفوت

آيات : ما أنت اللى قلت كلام مينفعش يتقال

اعتدل فى وقفته وابتعد عنها قليلاً ليردف

طائف : احمدي ربك اني فعلاً اتعديت حدودي فى الكلام والا مكنش هيبقى فيه مبرر للي عملتيه و ساعتها كانت هتبقى نهايتك على ايدي

اقشعر جسدها لتهديده ليكمل بعد ان عاود الجلوس لكن امامها تلك المرة

طائف : ممكن اعرف عرضي مش عاجبك فى ايه ؟

رفعت انظارها نحوه تطالعه بدهشة وكأنه اخبرها بثامن عجائب الدنيا السبع

آيات : انت حقيقي بتتناقش معايا فى طلبك ده لا وكمان مش عارف ايه سبب اعتراضي

طائف : الحقيقة انا مش فاهم ايه المشكلة فى انك تجيلي البيت

آيات بحدة : ما تحترم نفسك يا جدع انت …. ايه تجيلي البيت دي

طائف بحدة : آيات … اعدلي لسانك و لاحظي انى عديت ليكي كتير …… انتي عارفة اقصد ايه بكلامي ……. انا قررت ارقيكي وتبقى المساعدة بتاعتي بدل ما انتى مجرد سكرتيرة …. والمساعدة بتاعتى طبيعي شغلها يتضمن انها تيجي البيت و تنظم لي وقتي خارج الشركة

آيات : مش كل المساعدات بتعمل كده ….. مش شرط حكاية البيت دي

طائف بجدية : و الله انا اللى احدد مش حضرتك

آيات ببرود : بسيطة و انا مش موافقة

عم الصمت للحظات قبل ان يردف بهدوء

طائف : على شغلك

آيات : أفندم ؟؟

طائف : اتفضلي اطلعي ….. روحي كملى شغلك

آيات بفرح : يعنى صرفت نظر عن الموضوع ده

طائف بلامبالاة : آيات اطلعى برة …. صدعتيني

آيات بضحك : حاضر حاضر ….. طالعة اهو …. انا مش هنا اصلاً

وخرجت بخطوات راكضة خارج الغرفة ليتبعها هو بضحكات بذل قصارى جهده ليخفيها عنها

طائف : والله لاسعة ( مجنونة ) مش طبيعية …. بس هنشوف يا آيات …. يا أنا يا انتي

……………: يعنى ايه مش لاقينهم …. داخلين في اسبوعين مش عارفين زمايلكم فين …… ده اسمه ايه ده ان شاء الله

احد الرجال : يا باشا اختفوا … انا مسيبتش حتة ( مكان ) الا لما دورت عليهم فيه لكن مفيش فايدة كأن الارض انشقت و بلعتهم

………….. : ايه اتعملهم عمل ( سحر ) ولا ايه … فص ملح ودابو …… بلاش هبل وزود الرجالة اللى بتدور معاكم يعنى ايه اربعة من رجالتي يختفو فجأة كده

احد الرجال: ياباشا فى داهية …. عندنا بدل الواحد ألف وكلهم خدامين جنابك

…………….. : مش انت اللى تقول فى داهية ولا لا رجالتى وهيظهرو والا هتحصّلوهم بس على الاقل هنبقى عارفين انتو فين ……. تحت التراب

احد الرجال برعب : اوامرك مطاعة يا باشا

……………. : لما نشوف اخرتها ايه معاكم

آيات بصراخ : آآآآآسر ………. فين و امتى وازاى ؟

رقيات بصدمة : يا بت ابلعي ريقك ….. يطلع مين سي آسر ده اللى نطيتي اول ما جت سيرته

آيات بحنين : آسر ده عشرة عمر وصديق الطفولة …. مصايبنا دايماً كانت مع بعض …. كل وحد بير اسرار للتاني …… ياااااه فين ايامك يا آسر …. قوليلي يا روقة جه امتى وقال ايه .. سابلك اى معلومات توصلني ليه … عنوان .. رقم تليفون اي حاجة …. ما تتكلمي يا رقيات بقاااااا

رقيات : اتهدي شوية وسيبيلى فرصة ارد …….. اه يا ستي سايبلك رقم تليفون وقالى اخليكي تتصلي بيه اول ما توصلى

آيات بفرح : هاتيه بسرعة

تناولت منها رقم الهاتف وقامت بإتصال تلاه اخر ثم اخر لكن كل مرة يأتيها ان الهاتف مغلق او غير متاح

آيات بإحباط : مغلق ….. شكله قافله …. وبعدين بقى

رقيات : ولا قبلين افضلى وراه لغاية ما يفتحه

آيات بإبتسامة : ان شاء الله

مر اليوم وجاء الصباح بأحداث جديدة استيقظت من نومها على رنين هاتفها لتجد ساعة استيقاظها لم تحل بعد واذ برقم طائف يحتل شاشة هاتفها لتعقد حاجبيها فى قلق و تشرع بالاجابة ليصلها صوته الضعيف

آيات : طائف بيه ؟؟؟؟؟ خير

طائف بتعب و وهن : آيات …. معلش تطلبيلي مازن …… بحاول اكلمه من الصبح مبيردش ولو تعرفي تخلى سهام توصله بأي طريقة

آيات بتعجب : مستر مازن ؟ خير يا افندم فى حاجة

طائف بتعب : مفيش تعبان شوية و مفيش حد في البيت معايا

نهضت جالسة بإنتباه فور سماعها لحديثه لتهتف فى قلق

آيات : تعبان ؟؟ خير ان شاء الله …. ثوانى و هكلم مستر مازن … سلام دلوقتى يا فندم

اغلقت معه لتعاود الاتصال بمازن لتجد هاتفه غير متاح لتقوم بالاتصال بسهام فتجدها هي الاخرى كذلك

آيات بتذمر : ايه حكايتكو كل ما اكلم حد يديني غير متاح يوووووه اعمل ايه دلوقتى

اعادت الاتصال بطائف لتجد صوته اسوء من ما كان من قبل لتقرر فوراً ما ستفعله وبدون تردد

آيات : طائف بيه مستر مازن مش بيرد غالباً قافل تليفونه و سهام نفس الوضع حضرتك خليك مكانك دقايق وهكون عندك ممكن بس تبعتلي العنوان

طائف بتعب : اكيد

ثم سارع بإغلاق الهاتف لتنظر هى الى هاتفها بدهشة قبل ان تتجاهل هذا وتنهض بإتجاه الخزانة لتشرع بتبديل ملابسها

فى حين على الطرف الاخر نجده يجاهد نفسه حتى يتوقف عن موجة الضحك التي دخل فيها فور اغلاقه الهاتف ليهتف وسط ضحكاته

طائف : والله و هتجيلي لغاية عندي يا قطة ….. هتنوري قصر العمري بطلتك البهية ………… سبق وقولتهالك يا أنا يا أنتِ وبما اني مبحبش الخسارة فللأسف انتي الخسرانة يا …. يا قطتى

الفصل السادس (ابن العمري)

جف حلقها و اتسعت حدقتاها ذهولاً لما تراه عيناها فور وصولها للعنوان المنشود …… ڤيلا كبيرة … بل قصر …. حتى ان وصفه بالقصر قليل عليه …….. عانت بشدة لتقنع سائق الأجرة انها هى بمظهرها المزري ذاك قاصدة قصر العمري بالعنوان الذي اعطته اياه والذي لم يكن بحاجة اليه لمعرفة الطريق … و ها هي الآن تقف مشدوهة بفخامة ما تراه

آيات بدهشة : ده ولا قصر رئيس الجمهورية نفسها …… يخربيته جاب ده كله منين ……يخربيته ده ايه بقى بالذمة البيت ده ممكن يتخرب …. طب والله حرام يتقال عليه بيت …… ده انا شقتي كلها متجيش اوضة من القصر ده …… جرى ايه يا آيات انتي هتحسديه ولا ايه قولي ما شاء الله ……… بس هما الناس دول بيتحسدو زى بقية البني آدمين …… أشك

انتهت من همسها هذا لتتقدم عدة خطوات فتصل للبوابة الرئيسية للقصر فتجدها مغلقة ….. همت ان تهاتفه لكنها وجدت رجل يبدو فى العقد الخامس من عمره يُقبل عليها من احدى جوانب البوابة ويشرع سريعاً فى فتحها مرحباً بها

…………….. : اهلاً يا هانم نورتي الباشا فى انتظارك جوة

عقدت ما بين حاجبيها بحيرة … ألم يذكر كونه وحيداً بالمنزل ام ماذا ؟!!!!

تجاهلت ملاحظتها تلك لتكمل سيرها للداخل حتى وصلت لبوابة ضخمة اخرى خمنت انها مدخلها لعالمه وققت امامها وقبل ان تهم بطرق الباب وجدته يُفتح لتقابلها وجه شابة سرعان ما رحبت بها هى الاخرى وكأنها كانت فى انتظارها

……………. : اهلاً يا هانم نورتي ال………..

اكملت آيات بتهكم : الباشا فى انتظارك جوة

ابتسمت الفتاة برسمية قبل ان تومئ و تكمل

…………. : فعلاً الباشا جوة مستني حضرتك

آيات بتهكم : جوة فين ؟ …… و طالما انتو موجودين يبقى ليه مطلبتوش له دكتور

نظرت لها الفتاة فى حيرة قبل ان تعود اليها الجدية فتكمل

………… : الباشا فى انتظارك فى غرفة الطعام اتفضلي معايا

ثم تحركت سريعاً من امامها لتجبرها على السير خلفها متمتمة

آيات بتأفف : أتفضل و مالو …. لما نشوف اخرتها

اتبعت خطى تلك الفتاة لتمر على عدة غرف منها المغلقة و منها المفتوح فتنبهر بكل ما تراه وقد غفلت تماماً عن سبب قدومها الى هذا المكان ……. استيقظت من شرودها ذاك على صوت الفتاة تحدث شخصاً ما ألتفتت سريعاً لترى هذا الشخص فما كان هو سوى ….. طائف

تلبستها الدهشة و الذهول ………. تراه يجلس بأريحية تامة على رأس مائدة طويلة سبق ورأتها فقط فى المسلسلات التليفزيونية والتى ظنتها غير واقعية بالمرة وما هى الا مبالغة فى وصف الترف و الثراء ………. كان يناظرها بإبتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه ……. حاله افضل من اي يوم سبق و رأته فيه ……. هل هؤلاء الاشخاص يصبحون بوجه اكثر اشراقاً عند مرضهم ؟……… أيصبحون اكثر وسامة وجاذبية عند اصابتهم بالسوء ؟……. ربما !

سمعت صوته يصرف الفتاة والتى خمنت وقتها بكونها خادمة بقصره استيقظت من سباتها ذاك لتهتف بتلقائية

آيات : ألف سلامة على حضرتك

فور انتهائها من التلفظ بجملتها تلك حتى انتابته هستيريا من الضحك المبالغ فيه لتراه بصورة جديدة اخرى لم تراه عليه من قبل ……. لكن بداخل قصره ذاك والذي تراه كفجوة زمنية نقلتها للعالم الاخر ربما …… فكل شئ وارد ولا مجال للتعجب

تماسك بصعوبة من نوبة الضحك تلك ليتحدث وسط انفاسه المتقطعة

طائف : مش معقول يا آيات كنت فاكرك اذكى من كده ….. معقول صدقتي!!!!!

آيات بتوجس : صدقت ايه يا افندم مش حضرتك تعبان برضو زي ما قولتلي ؟

اعتدل فى جلسته اكثر ليكون شبه ممدد بتكاسل فيجيب

طائف : تعبان؟؟؟؟ مين قال كده بس ….. ده انا فى افضل حالاتي النهاردة……. ده حتى كفاية انى اصطبح على وش زي القمر كده

آيات بحيرة : طب ليه حضرتك كلمتني و قولت انك تعبان … ده حتى حضرتك معترضتش لما قولت انى جاي………….

قطعت حديثها لتستوعب خطته الحقيرة للاتيان بها الى منزله وبرغبتها هى دون ارغام

آيات بهجوم : كنت قاصد كل ده عشان تنفذ كلامك وتخليني اجي برجلي لغاية عندك…… كل دي كانت خطتك مش كده؟

طائف ببراءة : الغاية تبرر الوسيلة …… فى الحرب كل الطرق مشروعة

آيات بغضب : حضرتك استغليت حسن نيتي اسوء استغلال

طائف بتملل : بلاش شعارات وكلام فارغ اديكي جيتي بيتي و مكلتش منك حتة بل بالعكس ناوي اعزمك على الفطار كمان … اكيد مأكلتيش حاجة قبل ما تيجي …. ها تحبي تطلبي ايه بقى؟

آيات بدهشة : انت …. انت ازاي كده ؟ فاكر نفسك مين عشان تمشي كل حاجة على مزاجك ؟ ايه مفيش فى الكون غيرك !!!! ……. انا خلاص اكتفيت منك واستقالتي هتكون على مكتبك النهاردة

التفتت لتغادر فوجدت من يمسك بمعصمها بقوة أٌنت بسببها و خرجت منها آهة ألم تجاهلها هو وزاد من شدته ليهتف بنبرة ارعبتها

طائف : مش طائف العمري اللى يتقاله لأ على حاجة فاهمة ؟ ….. دلوقتى هتقعدي زي الشاطرة وهتفطري وبعدها هتقوليلي بالذوق ايه جدولي النهاردة وبعدها هنتحرك سوا للشركة و كل ده هيتعمل و على وشك ابتسامة من الودن للودن …. فاهمة يا قطة

آيات بشراسة : لأ ……… محدش بيقولك لأ … اديني قولتهالك اهو ……لأ …… خلاص شطبنا …….. معدش ليك عندي حاجة …… شغل بينا مش هيحصل…… يا سيدي واحدة وطهقت خلاص مش طيقاك سيبني فى حالي بقى وشوفلك سكرتيرة غيري ….. وخد بالك لو كنت قطة فالقطط بتخربش برضو فأحذر من خربشتى يا باشا

لم يصلها رد من ناحيته لترفع نظراتها نحوه فتجده ينظر لها بإبتسامة واسعة … يتأملها بهدوء ….. تباً ألا يهتم لما قالته ؟ ….. ما باله هذا الأبله هل هو معدوم المشاعر و الاحساس ؟

رقت يداه المتشبثة بمعصمها حتى تركها تماماً لتمسك هى به تمسده بتألم فى حين اعتدل هو فى وقفته واضعاً يداه فى جيوب بنطاله ليهمس بهدوء وتلك الابتسامة التى صارت تمقتها ما زالت مرسومة على شفتيه

طائف : أنا بقول اومليت وتوست و مربى فطار مناسب جداً ولا أيه رأيك؟

حركت رأسها يميناً و يساراً لا تصدق ما سمعته أيأخذ رأيها بالافطار ؟ …… هل جن هذا الرجل ؟

آيات بإبتسامة متهكمة : أنت مريض ؟ مجنون ؟

ليتحرك هو ببطئ ساحباً اياها معه يجلسها بجواره على رأس الطاولة ويشرع فعلاً فى طلب الطعام و الذي سرعان ما رُص على الطاولة امامهم فى حين امتعنت هى عن تناول اي شيء ليهمس اثناء تناوله الطعام بهدوء مميت

طائف : آيات ….. كلي يا آيات كلي احسن ليكي يا ماما …. مفيش استقالة ولا غيره… واضح انك ناسية الشرط الجزائي اللى مضيتي عليه فى العقد … ده غير انى مش هقبل استقالات اصلاً … مش فاضي انا ادور على واحدة جديدة و افهمها الشغل …. صدقيني مش فى مصلحتك نهائي انك تعصي اى امر ليا و تخديني عدو ليكي … ف كلي يا آيات على الاقل استفادي من شغلك ده بوجبة افطار معتمدة

نظرت له بإستعطاف لتهمس بإستسلام

آيات : انت عايز مني ايه ؟ ليه بتعمل كده ؟

طائف بشرود : لسة محددتش ….. كل الموضوع انى عاجبني وجودك …. داخل دماغي ….. يمكن بعد كده اعرف هعمل معاكي ايه ….. ثم اكمل بسخرية …..

و منكرش انك مسلية جداً خصوصاً وقت غضبك وتهورك فى الكلام

جزت على اسنانها بغيظ و غضب تقسم بداخلها ان تريه ايام بسواد شعر رأسه لذا فلينتظر مصيره

فى الشركة

مازن : بقى يا مفتري تتصل بيا ستة الصبح عشان تقولى اقفل موبايلك وخلى سهام تقفله هى كمان …. يا عديم الدم و الاحساس …… وبعدين ده طلب ده ….. مش فاهم انا انت بتفكر ازاى

طائف بملل : بطل هيصة بقى مكنتش مكالمة دي …. وبعدين انت مالك انا اعمل اللى انا عايزه

مازن بغيظ : يخربيت برودك يا شيخ و بعدين تعالى هنا قولى عملت ايه لآيات … البت قاعدة برة على اخرها

طائف بغيظ : و انت مالك ومالها يا اخي وبعدين ايه آيات دي انت هتصاحبها …. اسمها آنسة آيات

مازن بضحك : وانت مالك بقى … كانت اشتكت لك … اذا كان هى نفسها معترضتش

طائف بغيظ : مااااااازن حل عن دماغي الفترة دي و قولى عملت ايه فى اللي طلبته منك

مازن بجدية : تم يا صاحبي و الرجالة وضبوهم على الاخر ناقص بس اوامرك عشان ننهي الموضوع

طائف بشر : كويس اوي كده ……. خلصوا عليهم وابعتوهم لصاحبهم مع رسالة شكر و تقدير …. و انجز يا مازن خلينا نخلص من غير شوشرة

مازن بجدية : اوامرك يا بوص

آيات بمرح : مش مصدقة انك فعلاً هنا يا أُوس بجد وحشتني جداً …… ست سنين يا مفتري ولا حد يعرفلك طريق

ضحك آسر الممتثل امامها بحنين ليهتف بحب

آسر : تصدقى بقالى كتير محدش نداني بأُس دي و الله ليكي وحشة يا يويو ….. حقك تقولى اللى انتي عايزاه وتزعلي مني كمان بس و الله شغل و شغل مهم اوي مكنش ينفع اسيبه آسف بجد يا يويو

آيات بضحك : خلاص يا سيدي تقبلتو

آسر : ” تقبلتو ” انتي يا بت لسانك اتعوج كده ليه

آيات : الله براحتي بقى وبعدين دي قدرات اشعرفك انت

آسر بضحك : قدرات ؟ يا اختي اتنيلى …….. صمت ينظر حوله بتمعن يتفحص شقتها بإهتمام …….. انتي بجد عايشة هنا لوحدك؟

آيات : اه … ماانت عارف اللى فيها … بعد موت بابا و ماما مبقاش ليا حد …. و لولا ان الشركة وفرت ليا سكن مكنتش عارفة هعمل ايه

آسر بندم : انا السبب …. ازاى اغيب عنك كل ده و مسألش ….. حقك عليا يا آيات بس اوعدك كل ده هيتغير و من بكرة هتيجي تعيشي معايا

آيات بضحك : اعيش مع مين يا عم انت …. و بصفتك ايه ان شاء الله ……. انا واحدة ست و مليش غير سُمعتي

قالت جملتها الاخيرة بدرامية ادخلته بنوبة ضحك شاركته فيها عدة دقائق قبل ان تهتف

آيات بجدية : آسر انا عارفة انك عايز تطمن وتريحني بس دلوقتى احنا مبقيناش صغيرين … مينفعش اعيش معاك .. و أديك شايف انى مستقرة اهو الحمد لله فى شغلى و فى شقتى يعنى مفيش داعي للقلق … ده غير انك دلوقتى موجود وساعة ما هتحاجك هطلبك على طول … و لا ايه؟

تطلع نحوها بتردد قبل ان يومأ بغير رضا

آسر : ماشي يا آيات بس هاخد منك وعد انه لو حصل اي شيء معاكي او اي مشكلة هكون انا اول واحد تفكري فيه … اتفقنا؟

آيات بمرح : بيس يا مان

آسر بدهشة : ” بيس يا مان ” انا لله و انا اليه راجعون ……. انتي خلاص اتبرمجتي على لغة العصر …….. ربنا يهيدكي يا بنتي

آيات بضحك و سخرية : يارب يا جدوووووووو

آيات برسمية : و بعد كده عندك عشاء عمل مع عملا من شركة الناصري …. كده خلصت الجدول اليومي …… حاجة تانية يا فندم ؟

انهت آيات سرد الجدول اليومي على مسامع طائف اثناء تناوله الطعام و الذي رفضت مشاركته به متحججة بتناولها الافطار بمنزلها صباحاً قبل قدومها اليه

فور انتهائها من حديثها رفعت انظارها نحوه لتجده يطالعها بتفحص …. قبل ان يهتف

طائف : مش شايفة ان الجيب دي ضيقة و قصيرة شوية

رمشت عدة لحظات تحاول استيعاب ما تفوه به …. أيعلق الآن على ملابسها ؟؟؟؟؟ أحقا يفعل؟ ……… بغيض …. هتفت بها بداخلها لكنها اقسمت انها لن تُفرحه بغضبها او تهورها فى الحديث فكما قال من قبل انها تسليته …… فأجابت بجدية

آيات بإبتسامة جاهدت فى رسمها : حضرتك ده لبسي الرسمي اللى بحضر بيه كل يوم

امعن فى نظراته نحوها مرة اخرى و كأنه يتأكد من صحة حديثها ليردف محركاً شوكة طعامه بيده يميناً و يساراً معترضاً

طائف : لالا مش صحيح الجيب النهاردة ضيق فعلاً و الا بقى تبقى زدتي فى الوزن

آيات بتهور : أفندم ؟ مين دي اللى زادت فى الوزن ان شاء الله انت عارف اصلاً انا وزني كام ثم بأي حق بتتكلم وتعلق على لبسي المفروض يا استاذ ان ده شيء ميخصكش و…………

قاطع كلامها نظرته الساخرة وابتسامته المقيتة لتدرك فوراً استدراجه لها بتلك الطريقة ونجاحه فى ذلك لتشتم نفسها بداخلها فتسمعه يهتف

طائف : و اخيراً رجعتي ….. حمد الله على السلامة …. كانت غيبة طويلة

آيات بغيظ : أفندم؟

طائف : لا مفيش …. بس الفترة اللى فاتت كنتي مملة بشكل لا يُطاق ده انا حتى فكرت انى اقبل استقالتك و اعفيكي من الشرط الجزائي كمان

آيات بقهر و بؤس : و طبعاً بإنفجاري دلوقتى ضاعت الفرصة دي مش كده؟

اومأ هو و ابتسامته تزداد اتساعاً قبل ان يتحرك ببطيء ليتناول معطفه مشيراً له ان تتقدمه للذهاب للشركة فى حين اردف هو

طائف : بس ده ميمنعش انى عند رأيي وان الجيب فعلا ضيقة …….. متتلبسش تاني فاهمة؟؟؟؟؟؟؟؟

ثم تقدمها تلك المرة ليتركها تنظر فى اثره بصدمة لتهتف بحقد بعدها

آيات : هتتلبس تاني وتالت ورابع و وريني هتعمل ايه يا

يا أبن العمري

الفصل السابع (رحلة)

سهام : غريبة …… اول مرة يعني اشوفك لابسة بنطلون فى الشركة

نظرت لها صديقتها بيأس و حقد ….. تتذكر ما فعله هذا الاحمق باليوم التالي بعد تحذيره لها بإرتداء هذا الجيب لتعانده وتأتى به مجدداً فيقرر ارسالها مرة اخرى للمنزل لتبديلها الى شيء صالح كما اخبرها

آيات بغيظ : متفكرنيش يا سهام بقى و حلي عن دماغي الساعة دي ……. ثم اكملت بتهكم …….. اصل الجيب كانت ضيقة و قصيرة

انفجرت سهام بالضحك لتهتف

سهام بمرحة: ضيقةو قصيرة ؟ احلفى كده …… هههههههه لا انتي بقيتي غير طبيعية

آيات بتهكم : و الله فى دي بقى تقدري تسألي البيه اللى جوة

مشيرة لمكتب طائف فتزوي صديقتها حاجبيها بإهتمام قبل ان تعتدل بجلستها لتسأل

سهام: لا ثوانى بقى و ايه دخل المز في كلامنا دلوقتى

آيات بإستنكار : مز ؟ اهو المز ده يا اختي قال ان الجيب ضيقة ولا تصلح لمكان عمل محترم

سهام بتعجب : بتهزري ؟ …. طب ماانتي بقالك شهر ونص تقريباً قدامه و بتلبسي نفس اللبس كل يوم .. ايه الجديد بقى ؟

آيات بغضب : بتسأليني انا …… أسأليه هو بقى

غمزتها سهام لتهتف بهمس

سهام : يكونش بيغير عليك يا عسل انت

تسمرت لحظات تناظر صديقتها بدهشة قبل ان تتحدث بهدوء و دون اية ملامح على وجهها

آيات : سهام حبيبتي …. على شغلك يلا

سهام بمزاح : يا بنتي بتكلم جد يمك………..

آيات مقاطعة بصراخ : يلاااااااااا

انتفض جسد سهام من صراخها ذاك لتقفز مغادرة الى عملها ….. فيتلو ذلك نداءه من داخل المكتب يطلبها بتعجل

………………. بخوف : باشا فى اخبار جديدة اظن انها تهمك

………………. : فى ايه يا مؤنس .. وصلت لحاجة تخص رجالتنا ؟

ابتلع مؤنس ريقه بصعوبة ليجيب

مؤنس : لقيناهم يا باشا بس ……..

…………….. : بس ايه ؟ اخلص

مؤنس : انتهو يا باشا رجالتنا اتخلص عليهم ….. راجعين لينا جثث

انتفض سيده من مكانه بحدة يسقط بيديه على سطح مكتبه بعنف قبل ان يهتف به

…………… : راجعين ايه ؟؟؟؟؟؟ مين اتجرأ و عملها …… مين اتجرأ يرفع ايده عليهم

مؤنس : مش عارف يا بيه بس فيه صندوق لقيناه معاهم و مكتوب انه لساعدتك …… اتفضل

……………….. : صندوق ايه ده وريني

التقط منه صندوق اسود ليس بكبير و ليس بصغير ليفتحه بهدوء فينتفض للخلف فور رؤيته لمحتواه ينظر له بإشمئزاز رهيب جعلت مؤنس يتساءل عن فحواه فيتقدم منه ينظر به فيفاجئ بأصابع بشرية موجودة به والتى عَلِم انها تخص رجالهم المقتولين فلقد وجدو اصابع ايديهم و ارجلهم مبتورة ….. لاحظ مظروف اخر بداخل الصندوق ليلتقطه و يقدمه لسيده الذي تناوله منه و مازالت ملامح الصدمة تعتلى صفحة وجهه

لينفحر ضاحكاً بعد قراءته للمكتوب ويحدث مؤنس بسخرية

……………… : ده .. ده ماضي بأسمه فى اخر الجواب ……… بيعرفني انه هو اللى عمل كده ………. ” مش قد النار متلعبش بيها …. المرة دي كنت رحيم بيهم و صعبوا عليا لكن المرة الجاية غير ….

طائف العمري”

تهالك على مقعده بعد قراءته للرسالة ليهتف بغضب

…………… بغل و حقد : يا جبروتك يا أخي انت ايييييييه شيطان

بمكتبه وجدته يطالع عدة اوراق بإهتمام ليتحدث بعملية دون رفع مستوى نظره اليها

طائف بجدية : عندنا سفرية بكرة لايطاليا فياريت تستعدي

آيات بجدية : مش هينفع يا افندم

طالعها بتعجب ليسأل

طائف : هو ايه اللى مش هينفع ؟

آيات : مش هينفع اسافر مع حضرتك

وضع احدي يديه تحت وجنته بتملل

طائف : و ده ليه بقى ان شاء الله ؟ … ايه … اهلك مش هيوافقو ؟

طالعته بغضب و تأنيب ليجيبها

طائف : متبصيش ليا كده انتي اللى بتجيبي الكلام لنفسك ….. ايه يمنع واحدة عايشة لوحدها و بتكرس كل حياتها للشغل من انها تسافر مع مديريها

آيات : اديك قولتها بنفسك مديرها ….. مينفعش اسافر مع حضرتك لوحدنا

طائف بسخرية : ما أنتي بتجيلي البيت و لوحدك

آيات بغضب : احترم نفسك انت عارف ان الناس اللى شغالين عندك بيبقو موجودين

انتفض من مجلسه ليهتف بغضب مماثل

طائف : ايه احترم نفسك دي ! متنسيش انك بتكلمي مديرك …. دي اهانة

آيات بحدة : و الله مديري لما يتعدى حدوده معايا يبقى يستاهل الاهانة

طائف بملل : بس بس ايه مش بتفصلي ابداً ؟

وضعت احدي يديها بخصرها لتناظره بسخرية

آيات : و الله اخر مرة كان الموضوع ده تسلية بالنسبة ليك

ابتسم هو لرؤيتها على تلك الوضعية ليجيب

طائف : لا اطمني الفترة الاخيرة دي كل تصرفاتك كانت مسلية بالنسبة ليا و الحقيقة ده السبب الرئيسي لكونك هتطلعى معايا السفرية دي ….. يلا بقى تقدري تروحي دلوقتى عشان تحضري شنطتك انا حجزت على اول رحلة و هتبقى بكرة على تسعة الصبح كده

آيات بإعتراض : بس اا…….

طائف بحدة : آياااااااات …. خلصنا خلاص …. اتفضلى روحي بيتك

طالعته بغضب لتتحرك نحو مكتبها ثم الى خارج الشركة تنفيذاً لاوامره المبجلة

بمنزلها نجدها تجلس هي و صديقتها سهام والتى دعتها الى منزلها لتساعدها بحزم الحقائب و تحكي لها ما فى مكنونها اتجاه رئيسها الاحمق

سهام ضاحكة : طب و ربنا انتى فقرية … حد يطول يسافر مع طائف بيه العمري و يرفض … يارتني مكانك يا اختى

آيات : ياريتك والله بدل الهم اللى انا فيه ده

سهام : هم ؟ ده انتي عبيطة …. يابنتي ده مز المزز كلها ده ا………

آيات : بلاش الفاظك السوقية دي و النبي اللى يسمعك مش هيصدق شغلك فى شركة محترمة

سهام بإعتراض : سوقية ايه بس امال لو سمعتى لغة الناس اللى فى الريسبشن هتقولي ايه ………. بس قوليلي بقى بذمتك مجتش لحظة كده شوفتيه وسيم و جنتل و قمور

نظرت آيات لها نظرة جانبية قبل ان تحرك حدقتيها بجوانب الغرفة بتوتر و ترفع كتفيها للاعلى فتعود وتخفضها مرة اخرى بلا حيلة

آيات : مممم .. مقدرش انكر انه طبعاً وسيم و جذاب بطريقة مستفزة بتخليني انا اللى مش طيقاه بقعد ابحلق فيه بالساعات ….. ماهو مش ذنبي بقى انه ربنا خلقه حلو كده …….. ثم اعتدلت لتقابل وجه صديقتها بإهتمام لتهتف مبررة شعورها هذا …….. طريقة كلامه و شغله و اكله و لا الابتسامة المستفزة اللى على طول راسمها على وشه ……. كل ده بيخليني عايزة اموت و امسك فى زومارة رقبته ……. ما هو الصراحة الكائنات اللى زي دي خطر على البشرية …. متبصيش ليا كده اينعم انا مش طيقاه بسبب تحكماته و تريقته عليا بس انا برضو بني آدمة وعندي احساس مش زيه معدومة المشاعر

لم تستطع سهام اخفاء ضحكاتها بعد حديث صديقته لتنفجر ضاحكة وتهتف وسط ضحاتها

سهام : ده انتي طلعتي مصيبة ….. يابت ده انا كنت قربت اشك فى ميولك و اقلق منك …. هههههههههه بس الحمد لله طلعتي طبيعية زينا

آيات بضحك : انتي بتضحكي …….. لا والمصيبة عايزني اسافر معاه …… قال وانا اللى اقوله مش عايزة فيفتكر اني قلقانة على نفسي منه ميعرفش انى قلقانة عليه مني انا

سهام : بس بس ده انتي طلعتي مصيبة بجد

آيات : الله انا مالي بقى مش هو اللى مز

سهام بإستنكار ضاحك : مز ؟؟؟؟؟ بيئة اوي

لتنفجر ضاحكتان على حالهما ذلك و يكملا بقية الليلة على هذا الوضع من الضحك و المزاح فغداً سيحدث الكثير و الكثير

مازن : بس برضو خد بالك يا طائف انا مش مرتاح

هتف بها مازن بقلق لصديقه على الطرف الاخر من الهاتف فيجيب طائف

طائف : متقلقش يا مازن انا عامل احتياطاتى

مازن بتأفف : مش فاهم انا ليه مصر تاخد آيات معاك طالما فى قلق كده ….. من امتى بندخل ناس تانية ضمن شغلنا !!!

طائف : الله جرالك ايه يا مازن مانت عارف انها السكرتيرة بتاعتي

مازن بغضب : السكرتيرة بتاعتك فى الشركة مش فى شغلنا احنا ….. بلاش تخلط الامور ببعض

طائف بإنزعاج : آيات المساعدة بتاعتي كمان مش بس السكرتيرة ….. وبعدين مش شغلك الكلام ده

مازن : ماشي يا طائف لما نشوف اخرتها معاك ايه

طائف بشرود : خير ان شاء الله متقلقش انت…… يلا سلام عشان هنتحرك بدري بكرة

مازن بإستسلام : سلام

فى صباح اليوم التالي نجدها تجلس بالطائرة بجانبه على وجهها علامات التوتر و الفزع ليلاحظ هو شحوبها

طائف : ايه مالك ؟ تعبانة ؟ فيكي حاجة ؟

آيات : عايزة اروح البيت

طائف بدهشة : افندم ؟ هو انا آخد بنت اختى افسحها ….. ايه عايزة اروح دي

آيات بشبه بكاء : خايفة

طائف بتفهم و هدوء : اول مرة تركبي طيارة ؟

اومأت هى بخوف ليهتف بإبتسامة بعد تأملها للحظات

طائف : تصدقي انك فعلاً تخنتي شوية

زوت ما بين حاجبيها بإعتراض لتهتف به

آيات : افندم ….. انت فى ايه ولا فى ايه …. و بعدين ايه تخنت دي …… انا بقالى اسبوعين ماشية على نظام رجيم

طائف بإستمتاع : يعنى صدقتيني قبل كده لما قلت انك تخنتي

آسات بتوتر : لا طبعاً انا كنت عايزة اقلل من وزنى … اللى مزادش اصلاً

طائف : ايوة ايوة اكيد

آيات : ايه بتاخدنى على قد عقلي يعنى

طائف : انا ؟؟؟؟؟ لا سمح الله …. انا اقدر برضو !!!!!

آيات بتأفف : انا اصلاً اللى غلطانة انى برد عليك

طائف بضحك : و الله لو مكنتيش رديتي كنتي هتفضلي قلقانة من الطيارة

آيات بذهول و قلق : اه صح … الطيارة

طائف : اهدي اهدي احنا فى الجو اصلاً

آيات بصراخ لفت انتباه الركاب : نعم ؟؟؟؟؟

طائف: اهدي يخربيتك هتفضحينا ….. ده ذنبي يعنى انى حبيت اشغلك لغاية ما الطيارة تطلع الجو

طالعته بدهشة قبل ان تذفر براحة لتفهمها ان تعليقه ذاك على وزنها لم يكن سوى لصرف انتباهها عن خوفها و قلقها لتصبح شاكرة له بداخلها لكن لن تعترف له بإمتنانها هذا ابداً ….. ابداً

وصلا بعد ذلك الى مطار روما ليتحرك كلاً منهم بعد ذلك الى احدى الفنادق

فى الاستقبال وجدته يتحدث بالايطالية بطلاقة مع موظف الاستقبال لتنظر له بفخر قبل ان يلتفت لها يخبرها بما جعلها على وشك فقدان اعصابها من الغضب

آيات بدون فهم : أفندم ؟ مش فاهمة

طائف بإنزعاج: هو ايه اللى مش فهماه بقولك انه مفيش اوض فاضية غير جناح واحد بس

آيات : ازاى الكلام ده انا بنفسي حاجزة جناح حضرتك و اوضة للمرافق

طائف : اضطرو ياخدو اوضة المرافق و خصوصاً اننا وضلنا متأخر ساعة فكانو على وشك يلغو الحجز اصلاً

آيات بتوتر : خلاص نحجز فى فندق تانى

طائف : مينفعش لان العملا اللى هنقابلهم هيكونو هنا على بليل

آيات : ايوة يعنى مش فاهمة ….. ايه الحل ؟

تنهد طائف استعداداً لما سينطق به

طائف : نقعد انا و انتي فى الجناح

آيات بغباء : ده اللى هو ازاى ؟

طائف : آيات مش ناقصة غباء …… و قبل ما تبدأي فى الاعتراضات بتاعتك فالجناح هنا كبير فى اكثر من اوضة يعنى نقدر نضبط حالنا

آيات : بس يا اف………

طائف : من غير بس ….. ده شغل مش لعب … صدقيني مش هزعجك و هتحسي كأنك فى اوضة لوحدك

وافقت آيات مرغمة على هذا الوضع ليتجها معاً الى الجناح المنشود فتجده فعلاً متعدد الغرف كما اخبرها … و الان بعد ان كانت اقصى امانيها الحصول على حمام دافئ فبوجوده ووجود حمام واحد بالجناح لن تستطع فعلها …. لينقذها هو من افكارها تلك قائلاً

طائف : فى شوية مشاوير لازم اعملها الاول قبل مقابلة العملا فأنا هتحرك دلوقتى وارجع على بليل ….. خدي راحتك فى الجناح و اعملى اللى انتى عيزاه ….. اه صح وانا تحت هطلبلك اكل يوصلك الاوضة

اومأت له شاكرة قبل ان يتحرك هو مغادراً

قررت فور مغادرته استغلال الوقت لاخذ حمام منعش لذا اتجهت من فورها نحو حقيبتها تخرج ما ستحتاجه من ملابس و ما الى ذلك حتى سمعت صوت طرق على الباب ابتسمت بتعجب …. هل وصل الطعام بتلك السرعة….. تركت ما بيدها من ملابس و اتجهت تفتح الباب ليطالعها رجل طويل البنية لا يبدو من عمال الفندق لتناظره فى دهشة قبل ان تسمعه يقول بلهجة مصرية و بإبتسامة واسعة لم ترتح لها

……………… : جناح مستر طائف

اومأت له ببلاهة ليسألها مرة اخرى

……………… : حضرتك سكرتيرة مستر طائف

لتومأ له ايضاً … فتراه بعد ذلك يضع يداه بجيب سترته ليخرج منها مسدس غريب الشكل يبدو عليه كاتم للصوت فيرفعه بكل هدوء مقابل جبينها و يهتف

ببراءة

……………… : الموضوع مش هياخد وقت كبير …. غمضى عينك و هينتهي بسرعة

لتمتثل لأمره سريعاً تغمض عيناها فى حين تتحرك شفتاها بنطق الشهادتين

الفصل الثامن (أمان)

ترقد على الفراش بهدوء و بملامح شاحبة اشفق عليها هو الجالس بجوارها يعتريه الندم و الذنب لتركها وحيدة تعاني و تعيش مثل تلك المأساة …… هو من اقحمها في ذلك متجاهلاً تحذيرات صديقه لتقع ضحية بريئة اخرى بعالمهم المخيف ذاك

شعر بتململها بالفراش ليمنحها اهتمامه و كل حواسه اتجهت نحوها فيراها تجاهد لفتح عيناها و استطلاع ما حولها ….. مرت ثواني قليلة على هذا الوضع قبل ان تلاحظ بزوغ النهار مما يدل على يوم جديد ….. ثم ما لبثت وتذكرت كل تلك الاحداث المخيفة مساء أمس فتنهض بفزع تنظر حولها بذهول ثم تبكي بقوة و اضطراب فور رؤيتها لوجهه فتدرك كونها ما زالت على قيد الحياة

راقب هو تصرفاتها بإمعان وتركها فترة تحاول مواجهة تذكرها للاحداث السابقة لكن و مع شروعها بالبكاء لم يستطع الاحتمال فتقدم نحوها يجلس بجانبها ويحيط كتفاها بيديه محاولاً تهدئتها

طائف : اهدي اهدي …. انتي بأمان ….. كل ده عدى خلاص مفيش خطر ….. خلاص بقى يا آيات انا معاكي اهو

حاولت الحديث للتعبير عن ما عاشته تلك اللحظات القليلة من خوف و رعب لكن كلما همت بالحديث رُبط لسانها و زادت دموعها بالمقابل

رأي حالتها تزداد سوء … جسدها زاد ارتعاشه ……. علا صوت بكائها و اصبح اقرب لكونه عويل و صراخ …. فلم يجد مفر من احتوائها بأحضانه يُمسد شعرها بهدوء و حنان ليهمس لها

طائف : خلاص والله كل حاجة بقت تمام و مش هسيبك لوحدك تاني رجلك على رجلي فى كل مكان بس اهدي شوية بقى …… محدش هيجي جنبك طول ما انا موجود …. على جثتي لو حد اذاكي

لتجيب هى بصعوبة وسط شهقاتها

آيات : ده ….. ده ق….. ده قتله ….. قتله قصاد عيني …. دم …… كان كله دم

زاد من احتضانها يغمض عيناه بغضب لرؤيتها مثل هذا المشهد

طائف : انسي …. انسي يا آيات …. امحى كل ده من ذاكرتك …. صعب انا عارف بس حاولي تنسي عشان ترتاحي

بقيا فترة على هذا الوضع لتهدأ هى من نوبة بكائها تلك فتستيقظ على حقيقة وجودها بين ذراعيه …. تململت بحرج لتبعده بهدوء و قد امتثل هو لرغبتها فلا داعي لاثارة غضبها الآن … مرت فترة من الصمت ليقطعها هو بنبرة هادئة

طائف بإبتسامة : تحبي اطلبلك اكل ولا عايزة ايه ؟ … أؤمري اوامرك كلها مُطاعة النهاردة

نظرت نحوه للحظات قبل ان تردف

آيات : مش عايزة غير حاجة واحدة ….. عايزة افهم ايه اللي حصل …. و ليه حصل كده معايا ؟

نهض من مرقده ليتحرك بعيداً قليلاً عن الفراش فيجلس بهدوء و استرخاء على احدى الارائك الموجودة بالغرفة ….. و يردف

طائف : مفيش داعي للكلام فى الموضوع ده عشان تقدري تنسي اللى حصل و تتجاوزيه

آيات بحدة خفيفة : و مين قال انى عايزة انساه …….. انا عايزة افهم مين ده وكان عايز ايه ….. اظن ده من حقي

طائف ببرود : و بعد ما تعرفي ؟؟؟؟؟؟

آيات : مش فاهمة ؟

طائف مفسراً : اقصد بعد ما تعرفي يا آيات … ناوية على ايه ؟؟؟

آيات بهجوم : اكيد مش هفضل ثانية واحدة فى الشغل ده …. اللى حصل ده اكد لي انك متورط فى بلاوي …… و انا معنديش اي استعداد انى اتورط معاك ….. ده جالي بالاسم …. كان عارفك و عارف اني السكرتيرة بتاعتك

نهض من مكانه متجهاً لخارج الغرفة

طائف : يبقى مفيش داعي انى افسرلك اى شيء بما انك استنتجتي و قررتي خطوتك الجاية كمان

تحركت بحدة لتغادر الفراش … تهتف له بخوف

آيات : تعالى هنا انت رايح فين ؟؟؟؟ انت قولت مش هتسيبني لوحدي تانى و تخرج

ابتسامة صغيرة رُسمت على وجهه لم تراها هى حيث ان ظهره هو ما كان يواجهها …….. سرعان ما مُحيت تلك الابتسامة فور التفاته لها ليهتف بجمود مصطنع

طائف : متقلقيش اوي كده مش رايح فى حتة انا معاكي فى نفس الجناح لو تفتكري

ثم تركها بالفعل متجهاً للخارج لتعاود هى الرقود بفراشها حيث ان التعب ما زال يحتل جسدها

مازن بعنف : ما انا قولتلك … بس انت بتستهبل و آخدها معاك فى وكر الدبابير

هتف بها مازن على الجهة الاخرى من الهاتف ليأتيه صوت صديقه المُنهك

طائف : و النبي يا مازن ما ناقص الكلمتين بتوعك دول …… خلى لسانك جوة بوقك و سمعني سكاتك

مازن بغيظ : و لما انت عايز تسمع سكاتي بتتصل تحكيلي ليه !!!!!

طائف بعصبية : بطل بقى استفزاز انا مش ناقص

مازن ببرود : من بعض ما عندكم

طائف بغضب : تصدق انا اللى غلطان انى حكتلك …… غور يلا من هنا

مازن بهدوء حاول استحضاره : طب خلاص خلاص اهدى شوية …… متزعلش مني يا صاحبي بس دي ارواح ناس ……. عارف انك معندكش دم و احم يعني معدوم الانسانية بس دي روح بريئة و الصراحة بقى آيات دي انا بعزها جداً

استشاط طائف من حديث صديقه ليهتف به فى ضيق و حدة

طائف : ما تحترم نفسك بقى ايه بعزها جداً دي

انفجر مازن ضاحكاً ليهتف بمرح

مازن : يعني اللى ضايقك كلمة اني بعزها و مش انى قولت عليك معدوم الدم و الانسانية

طائف بسخرية : و انت قولت حاجة غلط يعني

مازن : نهايته ….. محكتليش يعني ايه اللى حصل معاها بالظبط

تنهد بضيق قبل ان يجيب

طائف : مش عارف … انا كنت برة بظبط امور الشغل بتاع مصر و لقيت الفندق بيكلمني انه اغمى عليها و فى حد ضرب نار على موظف الرووم سيرڤس ( room service )

مازن بتنهد : طب هى عاملة ايه دلوقتى … فاقت ؟

طائف : اه بس مفتحتش معاها الموضوع عشان حالتها متسمحش دلوقتى …. على العموم …. عايزك تعرفلي ايه اللى حصل و اللى جه ده تبع مين ؟ و انا برضو من هنا هشوف هقدر اوصل لحاجة ولا لا

مازن : تمام يا بوص اعتبره تم …..ثم اكمل بمرح …. و ابقى سلملي على يويو

طائف بغيظ : غور يا مازن احسن لك غوووور

ثم اغلق الهاتف بوجه صديقه حانقاً عليه بسبب مرحه المتواصل فى احلك الاوقات

آسر بإبتسامة : ازيك يا هانم يارب تكوني بخير

رقيات مرحبة : تسلم يا ابني انا الحمد لله تمام كويسة اوي ….. وانت اخبارك ايه؟ اتفضل اتفضل اقعد

امتثل هو لعرضها و ترحيبها بسعة صدر

آسر : الحمد لله انا تمام …. اسف لإزعاجك بس بقالي يومين بحاول اوصل لآيات تليفونها مقفول و لما روحت لبيتها ملقيتش حد

رقيات: آيات ؟؟؟؟ آيات مسافرة يا ابني … هي مقالتلش ليك ولا ايه !!!

آسر بتعجب : مسافرة ؟ لا الحقيقة مقالتليش ولا جابت سيرة … غريبة دي

رقيات بإبتسامة مبررة : معلش متأخذهاش … هى سافرت سفرية تبع الشغل و المدير بتاعها مطلع عينها كل يوم بحالة .. و جبلها حكاية السفر دي فجأة …. دي يا حبة عيني ملحقتش تجهز نفسها حتي

آسر بغضب : و يبقى مين بقى الاستاذ ده و يطلع عينها بتاع ايه …. انا عارف آيات طول عمرها بتعمل اللى عليها و زيادة … يبقى يطلع عينها ليه بقى …. اسمه ايه مديرها ده ؟

رقيات بتذكر : و الله يا بني ما فاكرة … اه تقريباً اسمه هادي … هى دايماً كانت تقولي مستر هادي عمل كذا … مستر هادي سوا كذا ….. الله يسامحه بقى

آسر بوعيد : مممم هادي ….. ثم هم من مقعده مودعاً اياها ….. طب عن اذنك بقى يا هانم مضطر امشي … و آسف مرة تانية لإزعاجك

رقيات بحنان : ازعاج ايه بس ده يكفى انك معرفة الغالية … نورت يا ابني

خرج من السوبر ماركت يجري اتصالاً ما اصدر فيه عدة اوامر اهمها كان

آسر : و اعرفلى الشركة اللى شغالة فيها آيات رأفت حلمي …. و رئيسها بيكون واحد اسمه هادي ………. عايز كل اللى يختص بيه … اصله و فصله .. فى اقرب وقت فااااهم

ثم اغلق هاتفه متوعداً لهذا الذي يعذب طفلته … اياً كانت اسبابه

آيات بتذمر : انا جعااانة

سمع صوت متذمر من خلفه اثناء مشاهدته للتلفاز بعد انتهائه من بعد الاعمال الكتابية ليلتف برأسه فيراها كطفلة مشعثة الشعر تقف على عتبة الغرفة على وجهها حنق طفولي و كأنه قد إلتهم طعامها و لم يُبقي على شئ تتناوله …. ضحك بداخله من هيئتها تلك قبل ان يشير لها بأصبعه ان تتقدم نحوه تأففت ثم امتثلت لأمره بغيظ …… وصلت لمكان جلسته تعقد يديها امام صدرها و تناظره بغضب

طائف بمرح : بمنظرك دلوقتى ده ضيعتي هيبتك و الرسمية اللى كنتي رسماها قدامي طول الشهر و نص اللى عدو على شغلنا سوا …. و يمكن كمان مش الفترة دي بس لا و طول فترة حياتك المهنية كلها

نظرت له بغيظ لتتجاوزه فتجلس على احدى المقاعد الموجودة بالغرفة و تجيب

آيات ببرود : و الله حياتي المهنية كلها فى كفة و اللي حصل فى السفرية دي فى كفة لوحدها

فور اتيانها بذكر ما حدث تحولت ملامحه للجدية ليهتف

طائف : اطلبلك اكل ؟

آيات بسخرية : عرفتها لوحدك دي ….. ولا انت دايماً كده بتفهمها وهي طايرة ؟

طائف متعجباً : حقيقي محسساني انى بعذبك معايا …. لا ونظرتك دي كأني باكل اكلك

آيات بمسرحية : انت ؟؟؟؟؟ لا سمح الله …. حد يقدر يقول كده برضو

طائف بدهشة : انا اول مرة اشوف واحدة بتعامل مديرها كده ….. مش شايفة انك اخدة راحتك على الآخر ؟

آيات : و الله لما يكون اول مرة ينزل فى السوق مديرين زي ساعدتك يبقى توقع اي نوع من السكرتارية ….. اكيد مش هينفع مع اللي زيك سكرتيرة طبيعية و الا هيكون مصيرها حاجة من الاتنين …… مستشفى الامراض العقلية او المقابر

اتسعت حدقتاه بدهشة لما تقوله فيردف بحيرة

طائف: انتي مش خايفة من اي اجراء اخده ضدك ؟

تحركت من مكانها متجهة نحو غرفتها لتعدل من هيئتها المزرية قليلاً واثناء سيرها توقفت لحظات لتجيبه وهي تحرك كتفاها لاعلى و لاسفل بقلة حيلة

آيات : مش عاجبك .. ارفدني

ثم اتجهت للغرفة تغلق الباب خلفها تاركة اياه ينظر بأثرها ثم ما لبث ان انفجر ضاحكاً على جملتها الاخيرة تلك .. عند تذكره لاحدى الجمل فى فيلم عربي لاحمد حلمي …… ” مش عاجبك طلقني ” ….. ليزيد من علو ضحاته فيهتف وسطها بصعوبة

طائف بضحك : انا مشغل واحدة مختلة معايا ….. مستحيل تكون طبيعية ….. ده انا اللى نهايتي هتكون المصحة مش انتي

ثم هم بعدها بطلب الطعام لها و أكد على سرعة التوصيل

بعد عدة دقائق ليست بالقليلة خرجت من الغرفة لتجده ما زال على وضعه لكن بإختلاف وجود حاسبه النقال امامه على طاولة ما قد حركها من مكانها لتكون محاذية له بجلسته ويبدو من عقدة جبينه انه يقوم بمراجعة شيء ما بغاية الاهمية …. ظنت انه لم ينتبه لخروجها لتجده فجأة يُحدّثها و مازالت عيناه ترتكز على الحاسوب

طائف : الاكل وصل هتلاقيه وراكي

التفتت لتجد عربة الطعام قد وصلت بالفعل حركتها لتضعها هى الاخرى موازية لاحدي المقاعد فتكون جلستها بجواره

آيات بهدوء : حضرتك مش هتآكل ؟؟؟؟

نظر لها بدهشة ليلتوي فمه بسخرية قبل ان يجيب

طائف : حضرتك ؟؟؟ انتي بعد اللي حصل من شوية ده خليتي فيها حضرتك … ده انا حسيت اني انا اللي شغال عندك مش العكس

اجلت حلقها قبل ان تهتف

آيات : احم احم ما حضرتك اللى بدأت

طائف : اللي بدأت ؟ ….. كلي يا آيات كلي الله يهديكي

آيات : يعني مش هتآكل معايا؟؟

طائف : لا انا سبقتك

مضت دقيقتين او أكثر بقليل لتهتف فجأة بذهول

آيات : الاجتماع ؟؟؟؟ الاجتماع كان امبارح بليل

طائف بهدوء : لغيته …. بعد اللي حصل امبارح كان لازم يتلغي

مضت عدة لحظات و مازال نظره معلق بحاسوبه و عندما لم يشعر بأي حركة بجانبه نظر لها بقلق ليجدها تبكي بصمت وقد اغرقت الدموع وجهها

طائف بقلق : حصل ايه ؟؟؟ موجوعة ؟ فيكي حاجة ؟

حركت رأسها يميناً و يساراً لتزيده حيرة …. بقى لحظات يحاول استيضاح ما يدفعها للبكاء حتى ادرك انه اتى على ذكر ما حدث بالامس ليردف

طائف : اللى حصل امبارح ؟

اومأت له بنعم ليكمل

طائف : لو حكيتي هترتاحي ؟؟

نظراتها اوحت له انها لاتعلم ليجيب هو بدلاً عنها

طائف بحنو : خلاص احكي يمكن ترتاحي … و متنسيش اني معاكي و مش هسمح لأي حد انه يأذيكي … تمام؟؟؟

اومأت بهدوء قبل ان تبدأ بسرد ما حدث

فلاش باك

اتجهت تفتح الباب ليطالعها رجل طويل البنية لا يبدو من عمال الفندق لتناظره فى دهشة قبل ان تسمعه يقول بلهجة مصرية و بإبتسامة واسعة لم ترتح لها

……………… : جناح مستر طائف

اومأت له ببلاهة ليسألها مرة اخرى

……………… : حضرتك سكرتيرة مستر طائف

لتومأ له ايضاً … فتراه بعد ذلك يضع يداه بجيب سترته ليخرج منها مسدس غريب الشكل يبدو عليه كاتم للصوت فيرفعه بكل هدوء مقابل جبينها و يهتف ببراءة

……………… : الموضوع مش هياخد وقت كبير …. غمضى عينك و هينتهي بسرعة

لتمتثل لأمره سريعاً تغمض عيناها فى حين تتحرك شفتاها بنطق الشهادتين

مضت ثواني قليلة اثناء انتظارها ذاك لتسمعه يشتم ببذاءة فتحت عيناها فوجدته يتجه بأنظاره خارج الغرفة حركت عينيها الخائفة هى الاخرى اتجاه ما ينظر اليه لتجده عامل الفندق الآتي بالطعام و الذي سبق طائف و أن اخبرها انه سيطلبه لها فى طريقه للخارج ……… وجدت آيات هذا العامل هو حبل النجاة لها لكن سرعان ما خاب املها عندما وجدت هذا الراجل المجهول يوجه سلاحه نحو هذا العامل المسكين ليردعه قتيلاً غارقاً بدمائه امام عيناها فتصرخ هي فى فزع صرخة ادرك هذا القاتل انها ستثير جميع من حولهم و قبل ان يقوم بإسكاتها بطلقة اخرى من سلاحه حتى عمت ضوضاء و صراخ ليسرع هو بالفرار تاركاً اياها تسقط ارضاً وقد احاطها الظلام من كل جانب

نهاية الفلاش باك

الفصل التاسع (تهديد)

انتهت من سرد تلك اللحظات المرعبة تصاحبها شهقاتها العالية و بكاء مرير لم تفلح معه اياً من محاولته لتهدئتها سوى بعد فترة ليست بالقصيرة ليعم الصمت ارجاء الغرفة قبل ان تقفز من مكانها تناظره بدهشة لتهتف

آيات : انا … انا ازاي قاعدة بحكيلك اللى حصل و نسيت ان كل ده كان بسببك …. ده سألني اذا كان الجناح ده ليك و اني السكرتيرة بتاعتك …. كل ده كان بسببك انت …… بص انا مش عايزة اعرف هو كان عايز ايه … ده ميخصنيش .. بس انا مش هقدر اعيش فى الرعب ده تاني و عشان كده انا بستقيل …… و وعد مني مش هتشوف وشي تاني ولا هطالب بأي تفسير بس سيبني اروح لحالي و خلينا نشوف حل مناسب للشرط الجزائي ده … لو ينفع يعني ادفعه على دُفعات

انهت حديثها لتراه يجلس بأريحية ينظر لها في هدوء و كأنها لم تكن تصرخ بوجهه منذ لحظات …. همت بالحديث مجدداً قبل ان تجده يصفق لها بكلتا يداه …. على وجهه ابتسامة صفراء ليردف

طائف : براڤو …. لا حقيقي براڤو …… حضرتك عايزة تسيبي الشركة و كمان فكرتي في حل للشرط الجزائي …. كل ده جميل و ممكن كمان اوافق عليه حتى من غير ما اطالبك بأي فلوس …. بس لازم يكون في سبب مقنع لكل ده

آيات بحيرة : مش فاهمة …. يعني ايه الكلام ده

طائف: يعنى ايه السبب اللي عشانه عايزة تسيبي شغلك يا آنسة

جحظت عيناها .. لا تصدق انه يسألها عن السبب

آيات : سبب ؟ عايز سبب ؟ مش مكفيك اللي حصلي و الراجل اللي مات …… ثم تحولت نبرتها الى تهديد …… بص ما هو يا إما توافق على استقالتي يا إما هطلع على السفارة المصرية و اقولهم ببساطة ان فى حد خبط على باب اوضتى و كان عايز يقتلني و بدل ما يقتلني انا قتل العامل بتاع الرووم سيرفس ….. و طبعاً مش هنسى اسمك وسط الكلام الحلو ده

علت ضحكاته الصاخبة و انتشر صوتها بأرجاء الجناح كله ليزيدها هذا دهشة فوق دهشتها فتجده يجيبها بثقة لا تعلم مصدرها

طائف : السفاااارة مرة واحدة ……. لا بجد انا بهنيكي على ذكائك … بس لما تروحلهم بقى هتقوليلهم ايه … هاااا ؟ اذا كان اصلاً مفيش حد مات ولا حد شاف حاجة من اللي انتي قولتي عليها دي

آيات بصدمة : يعني ايه ؟

طائف بثقة : زي ما بقولك كده …. مفيش حد اتقتل ولا في حد هددك حتى

آيات : بس … بس ده مش صحيح … انت عارف ان فى حد مات ما هو انا مش مجنونة انا شفت ده كله بعيني …. و الفندق … ادارة الفندق عندها علم باللي بقوله و هي هتصدق على كلامي

طائف بسخرية : good luck

لحظات حتى ادركت انه تم محي احداث ما حدث فلا شرطة اتت او بُلغ حتى على الحادث ……. شلتها الصدمة حتى اصبحت قدماها لا تقوى على حملها فخرت جالسة ارضاً تنظر له فى ضعف و حيرة

آيات بإستسلام : انت مين ؟

انحنى هو نحوها ليصبح رأسه قريباً من خاصتها ليردف بثقة

طائف بهدوء و همس : طائف العِمري رئيس مجلس ادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير ….. خلي ده فى بالك و بس مش اكتر …. و انتي ….. انتي آيات رأفت … سكرتيرة رئيس مجلس الادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير

حركت رأسها يميناً و يساراً اعتراضاً على حديثه

آيات بضعف : لا … مستحيل تكون كده و بس …… حرام عليك انا مش هقدر اعيش فى رعب حتى من الشخص اللى شغالة معاه

امسكها من كتفاها لينهض بها من جلستها تلك …. يقف كلاً منهما فى مواجهة الاخر …. هى تنظر ارضاً بإستسلام ليضع احدى كفيه اسفل ذقنها يرفعه لاعلى فتقابله عينيها الضائعة فى حين كفه الاخرى ما زلت تمسك احدى كتفاها ليهتف بها فى هدوء

طائف بثبات : انتي تبعي انا …. تخصيني … وانا مستحيل أأذي اللى يخصني … ولا اسمح لحد انه يأذيه … بس …. بس اوعي للحظة تفكري تبقى من اعدائي ساعتها بقى حقك تخافي على نفسك لاني وقتها مش هرحمك …. فاهمة ؟؟؟؟

ثم ابتعد عنها ليتحرك نحو الحمام واثناء ذلك هتف بها

طائف : ساعة بالكتير و تكوني جاهزة عشان الاجتماع اللى اتلغى امبارح … انا هسبقك و اخد شاور سريع بعدها تحصليني انتي

لم ينتظر لسماع موافقتها على حديثه ليدلف للحمام سريعاً فى حين تسمرت هى بمكانها تحاول تقبل وضعها ذاك و الاكتفاء بكونه رئيسها بالشركة فقط

مر الاجتماع على خير ليفاجئها بعودتهم السريعة على اول رحلة متجهة الى مصر … لم تسطع شمس يوم جديد الا و كانا على ارض الوطن ….. و لكرمه الشديد سمح لها بأخذ يوم عودتهم كعطلة تستريح فيها من عناء السفر بل انه امر سائقه و الذي كان بإنتظاره على بوابة المطار بإيصالها اولاً الى منزلها تلى ذلك توديعه لها عند وصولهم متجهاً هو الاخر الى قصره

فور دلوفها لداخل المنزل رن هاتفها لتتأفف بتعب و تجيب

آيات : الو

آسر بتأنيب : حمد لله على السلامة يا ست آيات

آيات بتعجب : آسر ؟

آسر : ايه مش مسجلة نمرتي عندك كمان

تحركت نحو اريكتها المفضلة لتسترخي عليها قبل ان تجيب مدافعة

آيات : لا والله يا آسر بس لسة واصلة و هلكانة حتى مبصتش للرقم …. قولي بقى ايه اخبارك ؟

آسر بعصبية : زفت …. اخباري زفت يا آيات …… ينفع برضو تسافري من غير ما تسيبيلي خبر و اعرف بالصدفة

آيات بحدة : ماانت كنت مختفي لست سنين …. كنت عرفت حد حاجة عنك يعني

آسر : قولت انى اتنيلت و غلطت مش هتعلقي ليا حبل المشنقة يعني و بعدين انا قولت اني كنت فى شغل مش بلعب يعني

آيات : و لا انا كنت بلعب برضو

حل الصمت بينهما للحظات قبل ان ينفجر كلاً منهما ضاحكاً

آيات بحنين : و الله زمان مش كده

آسر : اه و الله اخر مرة كانت من سنين

آيات بتأنيب : ست سنين .. مش كده برضو

آسر بضحك : قلبك اسود انتي ….. اه يا ستي ست سنين متعاركناش و الكلمة بكلمتها بالشكل ده ….. المهم متتوهنيش عن الموضوع اللى عايزك فيه

آيات بإنتباه : خير .. بس انجز عشان تعبانة

آسر : لا مينفعش على التليفون كده لازم اشوفك حالاً

آيات بتذمر : بقولك تعبانة

آسر : يبقى اجيلك

آيات : ممم ماشي هستناك بس بسرعة عشان هموت و انام

آسر : مسافة السكة …… يلا سلام

آيات : سلام

مازن بضحك : حمد الله على السلامة يا كبير

نطق بها مازن القابع بقصر العمري لصديقه فور دلوفه الى الداخل

طائف : يخربيت فقرك … انت دايما بتنط لي فى كل حتة كده …… بقولك ايه قول اللى عايزه بسرعة عشان انا على اخري

مازن : مالك بس …. المزة زعلتك ولا ايه ؟

طائف بحدة : مازن لآخر مرة هقولهالك احترم نفسك و بلاش اسلوبك اللى زي الزفت ده …. و ملكش دعوة بآيات

مازن : اوبااا …… ومين قال بقى انى اقصد آيات …. الا بقى لو لا سمح الله انت شايفها مزة

طائف : انت شكلك فاضي و جاي تتسلى عليا …. بقولك ايه غور من وشي احسنلك

مازن : خلاص خلاص شكلك قفشت جامد …… انا جايلك فى المهم اهو ….. مش كنت سألتني عن اللى ورا اللى حصل فى روما

طائف بتلهف : وصلت لحاجة ؟

مازن : عيب عليك …. طبعاً وصلت لحاجات ….. بص يا كبير واضح كده ان الباشا معجبتهوش الهدية بتاعة اخر مرة و لسة عايز يتظبط

طائف : تقصد انه يكون ا…………

مازن : بالظبط كده آسر الرفاعي

آيات : أؤمر ….. اي خدمة ؟؟

آسر : بقى دي طريقة ترحبي بيها بضيفك …. وسعي كده خليني ادخل

هتف بها آسر بمرح عقب وصوله لمنزلها مزيحاً اياها جانباً ليخطو الي داخل المنزل

ضحكت بخفوت قبل ان تغلق الباب و تتبعه الى حيث ذهب

آيات : انجز و حياة ابوك احسن انا على اخري خالص …. هموت و اخد السرير بالأحضان

آسر : انا اللى استاهل عشان خايف عليكي …. تصدقى مبيطمرش فيكي

آيات بحماس : يبقى الموضوع فى مصلحة …. قوووول بقى

آسر بجدية : لا انتي اللى هتقوليلي ……مين هادي ده ؟

آيات بحيرة : هادي ؟ هادي مين ؟

آسر بتهكم : مديرك فى الشغل

آيات : مديري ؟ بس انا مديري مسمهوش هادي …….. اااااه لا يا سيدى هادي ده كان مدير مؤقت لغاية ما صاحب الشركة رجع

آسر : و مين بقى رئيس الشركة ده

آيات بقلق : بتسأل ليه ؟

آسر : انجزي يا آيات …. قولى مين صاحب الشركة ؟

آيات بتوتر : اسمه … اسمه ط………..

قاطعها رنين الهاتف لتلتقطه سريعاً فتجد رقم رقيات

آيات : ايوة يا روقة وحشانى والله ………. أمال مين ………. ثم اكملت بقلق …. ماشي يا رامي خليك عندك ثواني و هجيلك ….. اهدي بس وانا هتصرف ….سلام دلوقتى

آسر : مالك حصل ايه ؟ ومين رامي ده ؟

آيات : رقيات تعبت فجأة و رامي ده بالصدفة كان جنب المحل وهو معاها دلوقتى ….. آسر والنبي خلينا نتحرك بسرعة و نروحلها

تحركت نحو باب المنزل يتبعها آسر

آسر : ماشي ماشي البسي بس حاجة عليكي و انا معايا عربيتي برة ناخدها و نروح اي مستشفى

مازن : ساكت يعني ؟

طائف : لو الموضوع ده فيه آسر يبقى الخطر لسة موجود و الحكاية لسة مخلصتش

مازن : الصراحة عندك حق …… طائف هو ايه كان رد فعل آيات بعد اللى حصل ؟

طائف : مفيش تعبت و انهارت شوية و بعدين زعقت وقعدت تخترف بكلام عن الاستقالة و كده

مازن : طب ما هو الحل موجود اهو ……. خليها تسيب الشغل و تستقيل

طائف بحدة : شغل ايه اللي تسييه يا مازن انتى بتستهبل انت كمان

مازن : بلاش مكابرة يا طائف انا و انت عارفين انها مكنتش المقصودة و انها اتعرضت لكل ده بسبب كونها السكرتيرة بتاعتك

طائف بعند : انسى موضوع الاستقالة دي او انها تبعد عني

مازن بتعجب : تبعد عنك ؟؟؟؟؟ ده الموضوع بقى مش موضوع شغل و بس

لم يأتيه رد من صديقه

مازن بتحذير : طائف يا صاحبي انت عارف لو آيات بقت تخصك ده هيعرضها لخطر اكبر

طائف بتنهيدة : عارف

مازن : هو ايه اللى عارف ؟…… طائف بلاش جنان بقى …. آيات مش قدك و لا حمل العالم بتاعنا

طائف : مازن امشي يلا على بيتك انا تعبان

مازن : مش همشي يا طائف مش همشي الا لما تتصل بآيات و تبلغها متجيش بكرة الشغل و انك استغنيت عن خدامتها خلاص

طائف : فى شرط جزائي لسة المفرو…….

مازن : طااااااائف بلاش حجج فارغة يلا اخلص

الطبيب : اطمنو يا جماعة كل الموضوع ان الضغط وطي فجأة و ده سببلها هبوط …. هى هتفضل معانا النهاردة لغاية ما نظبط الضغط و تقدر تروح معاكم ان شاء الله اخر النهار

آسر و آيات : ان شاء الله

ثم غادرهم الطبيب ليبقى كلاً منهما امام الغرفة التي ترقد بها رقيات

آسر : روحي انتي بقى عشان ترتاحى من السفر شوية وانا هفضل معاها لغاية ما تصحى ولو حصل جديد هبلغك

آيات بإعتراض : اروح فين …. لا طبعاً مستحيل اسيبها لوحدها ….. هى ان شاء الله تفوق و نروح سوا …. ممكن انت تروح شغلك انا عارفة انك متعطل النهاردة

آسر : بس مش هينفع اسيبك هنا لوحدك

رن هاتفه و كانت المرة الثالثة التى تهاتفه فيها سكرتيرته تخبره بضرورة حضوره بالشركة

آيات : شوفت …. يلا امشي من هنا بقى على شغلك يا استاذ … يلا يلا .. هنرش مية

آسر بضحك : لا لا انتي المفروض تشوفى حل لنفسك ….. بقيتي بيئة اوي بصراحة

آيات بغنج : ملكش دعوة …. انا بيئة و انا واثقة فى نفسي

آسر مودعاً : طيب يااختي يلا سلااام و ابقي كلميني لو احتجتي حاجة

آيات : ماااشي سلاااام

ودعته ثم اتجهت للداخل لتجلس بجانب رقيات النائمة بهدوء مر بعض الوقت لتجد هاتفها و الذي حمداً لله لم تنسى اخذه معها قبل الخروج من المنزل يرن برقم طائف …. توترت للحظات قبل لن تعقد العزم على الرد ….. جاءها صوته جامد

طائف : الو ….. اتمنى مكنش صحيتك من النوم

آيات : احم لا انا صاحية … خير ؟؟؟

طائف : حيث كده بقى فأنا قدام البيت ممكن نتكلم دقايق بسيطة

أنتفضت من مقعدها لتقف هاتفة

آيات : بيت ؟ بيت مين ؟

طائف : بيتك .. هيكون بيت مين يعنى ؟

آيات بتوار : اه بس انا اصلاً مش فى البيت

سمعت تأففه على الجهة الاخرى قبل ان يردف

طائف : امال فين ؟

آيات : فى المستشفى

طائف بلهفة : مستشفى ….. مستشفى ليه ؟ انتي كويسة ؟؟؟ ايه اللى حصل ؟

آيات : انا كويسة بس ا…….

طائف مقاطعاً و قد هم بتشغيل سيارته : مستشفي ايه ؟

املته اسم المشفى ليتجه بأقصى سرعة لرؤيتها وقد قرر بداخله ان ما شعر به فور ابلاغها له انها بالمشفى يُبعد اي فرصة لابعادها عنه لذا فليذهب تعقله الي الجحيم

بعد فترة

آيات بتوتر : مكنش فى داعي ان حضرتك تيجي بنفسك

واخيراً شعر بالراحة فور رؤيته لها تقف امامه سليمة معافاة بعد ان عصفت بأفكاره اسوء الاحتمالات

طائف : احم احم محصلش حاجة المهم انتي بخير ؟

آيات : اه دي واحدة قريبتي تعبت شوية فأضطريت اجي بيها هنا

طائف : الف سلامة عليها

قاطع حديثهم الرتيب هذا .. الطبيب موجهاً حديثه الودي لآيات و هو الامر الذي لم يعجب طائف لسبب ما هو شخصه لا يعلمه

الطبيب بإبتسامة لزجة : الست رقيات فاقت و ممكن تخرج فى اي وقت حمد لله على سلامتها يا آيات …. واي حاجة لحد ما تخرجو انا فى الخدمة … انتي عارفة مكتبي فين … انا تحت امرك في اي وقت

آيات برسمية : شكراً ليك يا دكتور عن اذنك

وتركت كلاً من طائف و الطبيب يقفان يناطح كلاً منهما الاخر بالنظرات و سرعان ما انسحب الطبيب منهزماً امام نظرات طائف القاتلة

تلى ذلك و بعد فترة خروج رقيات و آيات من الغرفة ليقابلهم طائف يعرض عليهم توصيلهم للمنزل فيلزم ذلك تعريف رقيات بطائف و العكس لتغير الاولى رأيها تماماً بشأن طائف نظراً للطفه المفاجىء فى التعامل معهم و الذي تراه آيات لأول مرة

اوصل طائف رقيات اولاً الى منزلها و عرضت آيات عليها البقاء معها لبقية اليوم حتى لا تبقى بمفردها ولكن عرضها هذا قوبل بالرفض وانها تستطيع الاعتناء بنفسها ولا داعي للتعب لتتحرك بعد ذلك هى و طائف ليوصلها هي الاخري الى منزلها

و فى السيارة

آيات : حضرتك كنت عايز تتكلم معايا فى موضوع ؟

طائف : لغيته

آيات : افندم ؟

طائف بغضب : كان فيه موضوع و غيرت رأيي فيه ….. عندك مانع ؟

آيات بغيظ : لا براحتك

تعجبت هي لغضبه غير المبرر لكن لا شأن لها به … بقيت سنة واحدة لها حتى ينتهي العقد الذي يربطها بشركته و بعدها ستترك هذا العمل دون رجعة لذا فلتتحمل هذه الفترة و تمضيها دون اسئلة …. ستقتل فضولها المعتاد ذاك و الذي يوقعها دائماً بالمصائب

لحظات قضاها الاثناء فى الصمت قبل ان يصلا الى المنزل ودعته بهدوء شاكرة اياه لتهبط من السيارة متجهة الى المنزل …. اخذ يراقبها حتى اطمأن لدلوفها للداخل …. و هم بتحريك السيارة لكن اوقفته صرخة صدرت من داخل المنزل سمرته بمكانه .

عرض التعليقات (9)