
السيرة النبوية 25 و 26 من كتاب اللؤلؤ المكنون
السيرة النبوية 25 و 26 من كتاب اللؤلؤ المكنون

السيرة النبوية 25 و 26 من كتاب اللؤلؤ المكنون
السيرة النبوية (الحلقة الخامسة والعشرون)
٤٦٥- أقام النبي ﷺ في مكة بعد فتحها ١٩ يوماً، وفي يوم السبت ٦ شوال من السنة الثامنة للهجرة خرج ﷺ إلى حُنين ، وهو وادٍ قريب من الطائف.
٤٦٦- كان سبب توجّهه ﷺ إلى حُنين ما بلغه عن هوازن -أهل الطائف – أنهم يجمعون الجموع الكثيرة لقتاله ﷺ وهو في مكة، فتوجه إليهم قبل أن يأتوها.
٤٦٧- جمعت هوازن ٢٠ ألف مقاتل ، وخرجوا بنسائهم وأطفالهم وأموالهم من الإبل والغنم ، وكان قائدهم مالك بن عوف .
٤٦٨- خرج النبي ﷺ من مكة ومعه ١٢ ألف مقاتل ، ١٠ آلاف جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة ، و ٢٠٠٠ من أهل مكة وهم الطُلقاء.
٤٦٩- استعمل النبي ﷺ على مكة بعد خروجه منها عَتَّاب بن أسيد رضي الله عنه ، وهو أول أمير على مكة في الإسلام .
٤٧٠- في طريق النبي ﷺ إلى حُنين مر على شجرة عظيمة يُقال لها ” ذات أنواط ” كان العرب يتمسحون بها ويتبركون بها ويعبدونها .
٤٧١- فقال الطُلقاء من أهل مكة – وكان في إسلامهم ضعف – : يارسول الله اجعل لنا ” ذات أنواط كما لهم ذات أنواط “.
٤٧٢- فغضب رسول الله ﷺ ، وقال : ” الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلٰهاً كما لهم آلهة “.
٤٧٣- وصل النبي ﷺ إلى وادي حُنين ، وفي السَحر عبَّأ رسول الله ﷺ جيشه ، وعقد الألوية والرايات ، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة.
٤٧٤- استعمل النبي ﷺ على الفُرسان خالد بن الوليد رضي الله عنه وبشَّر أصحابه بالفتح والنصر إن صبروا وثبتوا .
٤٧٥- كان بعض المسلمين من الطُلقاء قد أُعجب بكثرتهم، وقالوا والله لا نُغلب اليوم من قِلة ، فكان اتكالهم على عددهم.
٤٧٦- بدأ المسلمون بالنزول إلى وادي حنين – وكان مُنحدراً شديداً – وكانوا لا يدرون بوجود كَمين لهوازن في أسفل الوادي .
٤٧٧- فلما نزلوا الوادي ، ما فاجأهم إلا كتائب هوازن قد شَدَّت عليهم شَدَّة رجل واحد ، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد حتى سقط .
٤٧٨- وانكشفت خيل بني سُليم مُولية ، وتبعهم أهل مكة – وهم الطُلقاء – وبدأ فِرار المسلمين من كل مكان .
٤٧٩- قال البراء بن عازب : فلقوا – أي المسلمون – قوماً رُماة لا يَكاد يَسقط لهم سَهْم فرَشَقُوهم رشقاً ، ما يَكادون يُخطئونا.
٤٨٠- انحاز النبي ﷺ ذات اليمين ، وثبت معه نفرٌ قليل من المهاجرين والأنصار ، وأهل بيته ، فيهم أبو بكر ، وعُمر ، وعلي .
٤٨١- فأخذ رسول الله ﷺ يُنادي الذين فرَّوا من المسلمين : ” إليَّ عِباد الله هَلُمُّوا إليَّ ، أنا رسول الله ، أنا محمد “.
٤٨٢- ولم يلتفت منهم أحد إليه ثم أخذ رسول الله ﷺ يركض ببغلته قِبَل المشركين ، ويقول :أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب.
٤٨٣- وكان العباس آخذ بلِجَام بغلته ﷺ ، وابن عمه أبو سفيان بن الحارث آخذ بِرِكَابِها يَكُفَّانها عن الإسراع نحو العدو .
٤٨٤- ثم نَزَل رسول الله ﷺ عن بغلته ، فاستنصر ربه ودعاه قائلاً : ” اللهم نَزِّل نصرك ، اللهم إنْ تشأ لا تُعبد بعد اليوم “.
٤٨٥- وأخذ رسول الله ﷺ يُقاتل ، والصحابة الذين ثبتوا يُقاتلون معه ، ويَتَّقون به ﷺ لشجاعته وعظيم ثباته ﷺ في مثل هذه المواقف.
٤٨٦- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كُنَّا إذا احمر البأس ، ولقي القومُ القومَ ، اتَّقينا برسول الله ﷺ .
٤٨٧- ثم قال رسول الله ﷺ لعمه العباس ، وكان رجلا صَيِّتا : ” ياعباس ناد أصحاب السَّمُرَة “.- وهي الشجرة -.
٤٨٨- فنادى العباس الصحابة الذين بايعوا رسول الله ﷺ بيعة الرضوان – تحت الشجرة – فلما سمع المسلمون صوته أقبلوا .
٤٨٩- وهم يقولون : لبيك لبيك ، حتى إن الرجل ليُثني بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، ويقتَحِم بعيره ، ويُخلي سبيله ، ويَقصد العباس.
٤٩٠- قال العباس رضي الله عنه : والله لكأنَّ عطفتهم حين سمعوا صوتي ، عَطْفة البقر على أولادها ، وفاء ببيعة الرضوان .
٤٩١- وتجالد الناس مُجالدة شديدة ، وأشرف النبي ﷺ من بغلته ، ثم قال : ” الآن حَمي الوَطيس “.
٤٩٢- ثم أخذ النبي ﷺ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ، وقال : ” شاهت الوجوه “ فلم يبق منهم أحد إلا وامتلأت عيناه وفمه بالتراب .
٤٩٣- ثم قال رسول الله ﷺ : ” انهزموا ورب الكعبة ، انهزموا ورب الكعبة “. ثم أيَّد الله رسوله ﷺ والمؤمنين بنزول الملائكة .
٤٩٤- قال الله تعالى : ” لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن عنكم شيئا …”.
٤٩٥- لم تُقاتل الملائكة في غزوة حُنين ، وإنما نزلت لتخويف الكفار ، وإلقاء الرُّعب في قلوبهم .
٤٩٦- لم تُقاتل الملائكة في غزوة قط إلا في غزوة بدر الكُبرى ، وهذا من خصائصها ، كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما .
٤٩٧- لما نزلت الملائكة هرب الكفار من كل مكان، وسأل الرسول ﷺ عن خالد بن الوليد، فوجده جريحا مستندا على راحلته لا يستطيع الحركة.
٤٩٨- فأتاه النبي ﷺ ، وأخذ يَنفث على جراحه ويَمسحها بيده الشريفة ، حتى شُفي خالد من جراحه ، فهذه من معجزاته ﷺ .
٤٩٩- انطلق المسلمون يتبعون الكفار يَقتلون فيهم ويَأسرون ، حتى ترك الكفار أرض المعركة ، وتركوا نساءهم وذراريهم وأنعامهم .
٥٠٠- وقعت كل غنائم الكفار بيد المسلمين ، وكانت غنائم عظيمة :٢٤ ألفا من الإبل و ٤٠ ألف شاة ٤ آلاف أوقية من الفضة .
٥٠١- غير النساء والأطفال ، فأمر النبي ﷺ أن تُجمع هذه الغنائم في منطقة الجِعرانة فجُمعت ، وجعل عليها حراسة .
٥٠٢- ولم يَقسم النبي ﷺ الغنائم ، وأمر ﷺ بمتابعة الكفار الذين توجهوا إلى الطائف وتحصنوا بها .
٥٠٣- غزوة الطائف هي في الحقيقة امتداد لغزوة حُنين ، وذلك أن مُعظم فُلُول هوازن فروا من حُنين وتحصنوا بالطائف .
٥٠٤- وصل النبي ﷺ إلى الطائف وحاصرها ، واشتد الحصار ، لكن لم تكن هناك أي مؤشرات لفتح الطائف لقوة حصونها .
٥٠٥- ثم إن رسول الله ﷺ رأى رؤيا في منامه أنه لم يُؤذن له بفتح الطائف ، ثم أخبر الناس برؤياه ﷺ.
٥٠٦- ثم نادى منادي رسول الله ﷺ بالرحيل ، وترك الطائف ، فقال المسلمون : ادعُ الله عليهم، فقال ﷺ ” اللهم اهد ثقيفا وائت بهم “.
٥٠٧- غادر رسول الله ﷺ الطائف متوجها إلى الجعرانة ، وفي الطريق لقيه سُراقة بن مالك رضي الله عنه ، وأعلن إسلامه بين يديه ﷺ .
يتبع في الحلقة السادسة والعشرين إن شاء الله
منقول بتصرف يسير
مقتبسة من كتاب اللؤلؤ المكنون لموسى العازمي
: السيرة النبوية (الحلقة السادسة والعشرون)
٥٠٨- وصل النبي ﷺ إلى الجعرانة ، وبدأ بتوزيع غنائم حُنين ، فأعطى سادة العرب : كأبي سُفيان ، وعُيينة بن حِصن ١٠٠ من الإبل .
٥٠٩- أعطى رسول الله ﷺ سادة العرب هذا العطاء الكبير، ليؤلف به قلوبهم ، كي يتمكن الإسلام من قلوبهم ، فما زال في إسلامهم ضعف .
٥١٠- أعطى النبي ﷺ كل الناس إلا الأنصار رضي الله عنهم لم يُعطهم شيئا من الغنائم ، فآثر النبي ﷺ في العطاء سادات العرب على الأنصار.
٥١١- فبدأ الأنصار يشكون بعضهم لبعض وذهب سيد الأنصار سعد بن عُبادة إلى النبي ﷺ وقال له : يارسول الله إن الأنصار وجدوا عليك .
٥١٢- فقال رسول الله ﷺ لسعد : ” اجمع لي الأنصار “.فذهب سعد وجمع الأنصار ، ثم أخبر النبي ﷺ بذلك ، فجاءهم النبي ﷺ .
٥١٣- فقال لهم ﷺ : ” يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم ، أوجدتم في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا ، تألفت بها قوما ليسلموا.
٥١٤- ووكلتكم إلى إسلامكم ، أفلا ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون برسول الله؟ “، فبكى الأنصار بكاء شديداً .
٥١٥- بَيَّن النبي ﷺ لأصحابه الحكمة في إعطاء سادات العرب الأموال العظيمة ، وحرمان بعض الصحابة ، وهو خوفه من ارتدادهم .
٥١٦- قال ﷺ : ” إني أُعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهَلَع وأَكِلُ أقواماً إلى ماجعل الله في قلوبهم من الغنى والخير .
٥١٧- بعدما فرغ النبي ﷺ من توزيع غنائم غزوة حُنين بالجِعرانة ، أهَلَّ بالعُمرة ليلاً ، وهذه العُمرة تُسمى عُمرة الجِعرانة .
٥١٨- ثم رجع النبي ﷺ إلى المدينة منصوراً ومؤيداً من الله سبحانه وتعالى ، فقدمها في ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة.
٥١٩- في ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة وُلِدَ إبراهيم ابن النبي ﷺ في منطقة العالية حيث أنزل النبي ﷺ أمه مَارية القبطية.
٥٢١- روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس قال قال النبي ﷺ : ” وُلِد لي الليلة غُلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم “.
٥٢٢- وتنافست نساء الأنصار في إبراهيم أيَّتُهُن ترضعه ، لأن أمه مارية القبطية كانت قليلة الحليب ، فدفعه النبي ﷺ إلى أم سَيف.
٥٢٣- قال أنس : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من النبي ﷺ ، كان يدخل على ابنه إبراهيم ، فيأخذه ويُقبِّله .
٥٢٤- دخل العام التاسع للهجرة ، والذي يُسميه أهل السِّير والمغازي عام الوفود ، فأقام النبي ﷺ طيلة العام التاسع بالمدينة يستقبل الوفود.
٥٢٥- بلغ عدد الوفود – وهي رؤوس القبائل – التي قدمت المدينة لتعلن إسلامها أكثر من ٦٠ وفدا ، فكان العام التاسع حافلا بالوفود .
٥٢٦- فمن الوفود التي قدمت المدينة في هذا العام: 1- وفد باهلة 2- وفد بني تميم 3- وفد بني أسد 4- وفد بَجِيلَة وأَحْمَس وغيرها .
٥٢٧- في رجب من السنة التاسعة للهجرة تُوفي النجاشي أصْحَمَة – ملك الحبشة – رضي الله عنه بالحبشة ، وصلى عليه النبي ﷺ صلاة الغائب .
٥٢٨- قال جابر بن عبدالله قال رسول الله ﷺ : ” مات اليوم رَجُلٌ صالح ، فَقُوموا فَصلُّوا على أخيكم أصْحَمَة “. متفق عليه.
٥٢٩- وقال أبوهريرة : أن رسول الله ﷺ نَعَى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، وقال : ” استغفروا لأخيكم “.
٥٣٠- وقال جابر بن عبدالله : ” أن نَبي الله ﷺ صَلَّى على النجاشي ، فصَفَّنا وراءه ، فكنتُ في الصَّفِّ الثاني ، أو الثالث “.
يتبع في الحلقة السابعة والعشرين إن شاء الله
منقول بتصرف يسير
مقتبسة من كتاب اللؤلؤ المكنون لموسى العازمي
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
بميزان حسناتك ان شاء الله حبيبتي
جزاك الله خيرا
جزاكي الله خير وجعله في ميزان حسناتك يا رب
اللهم صل وسلم وبارك عليك يارسول الله .
الله يجزاكي الخير هدهد
الف الصلاة والسلام على رسول الله
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
جزاك الله خيرا أختي
صل الله عليه وسلم جزاك الله خير يا قلبي
اللهم صلي وبارك على سيدنامحمد وعلى آله وصحبه اجمعين
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد