مزرعه الدموع للكاتبه بنوتة اسمرة الجزء السادس عشر

18 4٬320
 

مزرعه الدموع للكاتبه بنوتة اسمرة الجزء السادس عشر

مزرعه الدموع للكاتبه بنوتة اسمرة الجزء السادس عشر

مزرعه الدموع للكاتبه بنوتة اسمرة الجزء السادس عشر

مزرعه الدموع للكاتبه بنوتة اسمرة الجزء السادس عشر, معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,كريمة جزائرية

– اخيرا ابتسمنا

اختفت ابتسامتها وعادت ملامحها الى الجديه مرة أخرى .. فنظر اليها قائلا بمرح :

– طفتيها ليه ماكانت منوره

استأذنته قائله :

– حضرتك تطلب حاجة تاني

أرجع ظهره واستند به على مقعده ونظر اليها قائلاً :

– أنا عرفت ان أختك دكتورة بيطرية وبتشتغل هنا فى المزرعة

أومأت “ريهام” برأسها قاله :

– أيوة .. ووالدى كمان

نظر “كرم” اليها بدهشة قائلاً :

– والدك كمان بيشتغل هنا فى المزرعة

– أيوة .. مسؤول عن مخزن العلف

اندهش “كرم” .. لكنه لم يزيد فى الأسئله .. وقبل أن تنصرف قال لها :

– ممكن يا آنسه “ريهام” تطلبى من الفراش يعملى قهوة

ثم نظر اليها مستعطفاً اياها قائلاً :

– بصراحة مكسل أقوم .. خليكي جدعه واطلبيهالى

هزت رأسها وخرجت من مكتبه وعيناه تتابعانها

***********************

جلست “سماح” بجوار زوجها الذى يطوقها بذراعه واضعه رأسها على صدره يشاهدان أحد البرامج فى التلفاز انتهى البرنامج فالتفتت اليه “سماح” قائله :

– “أيمن” عايزة أسألك عن حاجه

نظر اليها “أيمن” قائلاً :

– قولى يا حبيبتى

اعتدلت فى جلستها ونظرت اليه قائله :

– ايه أخبار “عمر” صحبك .. مفيش جديد ؟

نظر اليها بإستغراب قائلاً :

– جديد من حيث ايه ؟

– يعني .. انت كنت قولتلى انه خاطب

– أيوة وقولتلك انه فسخ

قالت “سماح” بإهتمام :

– يعني مبيفكرش يرجعلها

قال “أيمن” بثقه :

– مستحيل يرجعلها .. أصلا ربنا نجاه منها

صمتت “سماح” قليلا تفكر فى كلامه ثم قالت :

– ومبيفكرش يخطب قريب ؟

تفرس “أيمن” فيها قائلاً بإبتسامه خبيثه :

– انتى عايزه تعرفى ايه بالظبط ؟

أمسكت الريموت وانشغلت بالتقليب فى القنوات قائله :

– هكون عايزه أعرف ايه يعني

التفت اليها “أيمن” ونظر اليها قائلاً :

– طيب أنا عايز أسألك عن حاجه

نظرت اليه فقال لها :

– هى “ياسمين” لسه حسه بحاجه ناحية زوجها

نظرت اليه بدهشة قائله :

– حسه بحاجه يعني ايه ؟

حثها قائلا :

– يعني لسه بتحبه ؟ والقضية اللى رفعتها كانت عشان كرامتها بس

هتفت “سماح” قائله:

– “أيمن” .. “ياسمين” مكنتش بتحب “مصطفى” أصلاً ..حتى من قبل ما يضربها ويخونها

قال فى دهشه :

– ازاى يعني

– زى ما بقولك مكنتش بتحبه ولا حتى كانت بترتحله .. باباها هو اللى جوزهولها وهى مكنتش عايزه تتجوز

عقد ما بين حاجبيه وسألها مستفهماً :

– وليه باباها عمل كده ؟

تنهدت فى حسره قائله :

– عشان مامتها ماتت فجأة .. والبنتين ملهمش حد .. مقطوعين من شجرة.. “مصطفى” كان عايز يتجوز بسرعة .. ووالدها وافق .. عشان يطمن عليها لو حصله حاجه

فكر “أيمن” قليلا ثم قال :

– منطق غريب يعين أجوز بنتى لواحد هى مش مرتحاله .. عشان أطمن عليها أما أموت

– هو تفكيره وصله لكده هو بيحبها جدا هى و “ريهام” وأنا واثقه ان ده من خوفه عليها زى الدبه اللى قتلت صاحبها من كتر حبها فيه

صمت “أيمن” قليلا يفكر فيما قالته “سماح” .. ثم قال :

– ربنا يخلصها منه .. وتكسب القضية

قالت “سماح” بحماس :

– أنا واثقه انها ان شاء الله هتكسبها وهتطلق منه مفيش قاضى عنده ضمير ممكن يرفض انه يطلقها من واحد حقير زى ده ده كان عايز يغتصبها

هتف “أيمن” بدهشة :

– انتى بتتكملى بجد .. ازاى يعني ؟

قالت وهى تشعر بالإحتقار تجاه “مصطفى” :

– واحد لا عنده دين ولا أخلاق كان عايز ياخد حقه غصب عنها وبعد ما ضربها كمان لولا ان واحد من الجيران خلصها منه

ثم استطردت قائله :

– أصلاً أنا نسيت أقولك .. هى أصلاً لسه ……..

قاطعها جرس هاتف “أيمن” .. رد “أيمن” قائلاً بمرح :

– ياريتنى كنت جبت سيرة جنية فضه

أتاه صوت “عمر” ضاحكاً :

– وأنا أقول عمال أشرق من الصبح ليه .. أتاريك عمال تقطع فى فروتى

– بالخير يا باشا

– بقولك ايه انت وراك حاجة يوم الأربع

قال “أيمن” بدهشة :

– يوم الأربع .. عادى يعني ورايا الشغل العادى بتاع كل يوم .. ليه فى حاجه

بدا “عمر” مترددا قليلا .. ثم قال بجديه :

– “أيمن” عايزك تروح مع “ياسمين” ووالدها المحكمة

ابتسم “أيمن” ونظر الى “سماح” التى كانت تتابع ردود “أيمن” بإهتمام :

– اشمعنى يعني ؟

– هى رافضه انى أروح معاهم .. بس لو انت عرضت على والدها أعتقد مش هيرفض

– أيوة يعني انت هتستفاد ايه من كده ؟

قالت “عمر” بنفاذ صبر :

– عشان أبقى متابع معاك أول بأول يا “أيمن”

ابتسم “أيمن” بخبث قائلاً :

– هو الموضوع يهمك أوى كده ؟

ساد الصمت لفتره .. ثم أتاه صوت “عمر” قائلاً :

– أيوة .. يهمني

اتسعت ابتسامة “أيمن” قائلاً :

– خلاص مفيش مشكلة .. حتى آخد “سماح” بالمرة أهى تبقى جمبها

رفعت “سماح” حاجبيها بدهشة .. أنهى “أيمن” مكالمته فقالت له بلهفة :

– قالك ايه “عمر” .. وهتاخدنى فين ؟

قال “أيمن” وهو مازال محتفظاً بإبتسامته :

– “عمر” طلب منى انى أوصل “ياسمين” ووالدها المحكمة

بدت الابتسامه على وجه “سماح” قائله بخبث :

– وايه سر اهتمامه ده

قال “أيمن” بخبث مماثل :

– الله أعلم .. يمكن شفقه

تلاشت ابتسامة “سماح” وقالت فى حنق :

– ليه بأه ان شاء الله .. هى “ياسمين” ناقصة ايد ولا ناقصة رجل .. عشان يحس نحيتها بالشفقه

ضحك ” أيمن” قائلاً :

– طيب قومى حضريلنا العشا .. وسيبى الأكل يستوى على نار هادية

وغمز بعينه قائلاً :

– فهمانى طبعاً

ابتسمت ونهضت لتحضر طعام العشاء.

دخل “كرم” شرفة بيت المزرعة ليجد “عمر” واقف فى الظلام شارداً اقترب منه ووضع أمامه على سور الشرفة أحد الأكواب الساخنة التى يحملها والتى تتصاعد منها الأبخرة نظر “عمر” الى صديقه ثم أخذ الكوب بين يديه تناول “كرم” رشفه من كوبه ثم نظر الى “عمر” قائلاً :

– شكلها ايه ؟

نظر اليه “عمر” بدهشة قائلاً :

– هى مين دى ؟

قال “كرم” بخبث :

– اللى واكله عقلك

ابتسم “عمر” وأخذ يتأمل ما أمامه مرة أخرى .. وقف “كرم” بجواره مستنداً على السور ومال على صديقه قائلاً :

– أهم حاجه انك متتسرعش .. عشان متقعش تانى فى واحدة متستاهلش

التفت “عمر” اليه وقال بسرعة :

– لأ دى مش زى أى حد

صفق “كرم” بيديه وهتف بمرح :

– يا سلام عليك يا واد يا “كرم” .. لعييييييييييب .. تخرج المعلومة من بق الأسد

ضحك “عمر” فأكمل “كرم” بمرح :

– قول يا حبيبى قول .. عايزك تطلع كل اللى جواك .. عايزك تستفرغ كل اللى عندك

ضحك “عمر” قائلاً :

-روح الله يقرفك

– يلا .. خلص

صمت “عمر” وأخذ نفساً عميقاً .. وبعد برهه بدأ الحديث قائلاً :

– مستألنيش اشمعنى هى .. لانى مش عارف تحديدا .. بنت عمرى ما قبلت زيها ..

ابتسم “كرم” ونظر الى صديقه قائلاً :

– ايه أكتر حاجه عجباك فيها

ابتسم “عمر” وهو يستحضر صورة “ياسمين” فى خياله قائلاً :

– طيبتها حنيتها رقتها خجلها ضعفها قوتها أدبها أخلاقها طباعها حتى ملامحها كل حاجه فيها بتجذبنى فضلت تتسلل لقلبي بهدوء وببطء لحد ما اتمكنت منه ..

نظر الى “كرم” قائلاً :

– عارف يا “كرم” أنا كنت بحب “نانسي” بس الاحساس اللى أنا حسه دلوقتى .. مختلف تماماً

سأله “كرم” قائلاً :

– ازاى مختلف ؟

شرد “عمر” قليلا ثم قال :

– لما حبيت “نانسي” حبيت فيها البنت الدلوعه الجميله المرحه بس كده كانت بتعجبنى من بره بس حبيت اللى أنا شايفه منها بس لكن “ياسمين” ..

صمت قليلا ثم ابتسم قائلاً :

– احساسى نحيتها حاجه تانية خالص عارف يا “كرم” لما بشوفها بحس انى خايف عليها أوى بحس انى ملهوف عليها أوى بحس انى شايف قلبها وحسه وسامع دقاته ..

التف الى صديقه قائلاً :

– تصور يا “كرم” عمرها مسمحت لزوجها انه يلمس ايدها لما كانت مخطوباله

هتف “كرم” ينظر الى صديقه قائلاً :

– نعم يا اخويا … هى متجوزة ؟

قال “عمر” بأسى :

– أيوة

صاح “كرم” قائلاً :

– “عمر” انت اتهبلت فى عقلك .. معجب بواحدة متجوزة

هتف “عمر” بنفاذ صبر :

– اصبر يا بنى آدم وانت تفهم

ثم استطرد قائلاً :

– هى رافعة قضية خلع على زوجها .. لأنه خانها وضربها .. هى أصلا متجوزتش الا شهر واحد بس

سأله “كرم” بإستغراب :

– وانت شوفتها فين ولا عرفتها منين ؟

– ما هى أخت سكيرتيرتك

هتف “كرم” قائلاً :

– نعم

صمت قليلا ثم قال :

– لأ واحدة واحدة كدة .. وترسيني على الدور من أوله

شرح له “عمر” كل ما يعرفه عن “ياسمين” وأهلها .. وهروبهم من “مصطفى” والعمل فى مزرعته .. ثم استطرد قائلاً :

– كمان يومين هيكون النطق بالحكم

قال “كرم” بجديه :

– “عمر” متعلقش نفسك عشان متقعش على جدور رقبتك .. افرض القاضى محكملهاش بالطلاق ورجعت تانى لجوزها

صاح “عمر” غاضباً :

– هو أنا كنت بحكيلك كل ده عشان تيجي تحبطنى يا “كرم” أنا مش ناقصك كفايه النار اللى قايده جوايا بسبب جوازها أنا عمرى ما كنت أتخيل انى ممكن أفكر فى واحدة كانت متجوزة قبل كده انت عارف انى غيور جدا بموت من الغيرة وعلى دى بالذات أنا واثق انى غيرتى عليها هتبقى أضعاف ما كنت بغير على “نانسي” فلو سمحت أنا مش ناقص تحرقلى دمى بكلامك

ثم تركه “عمر ” ودلف الى الداخل.

فى استراحة الغداء كانت “شيماء” تتناول غدائها بمفردها .. فجأة أتت “مها” وأزاحت احدى الكراسي على طاولتها بعنف وجلست ووضعت طعامها أمامها .. نظرت اليها “شيماء” قائله :

– مالك جايه بزعابيبك كده ليه

نظرت اليها “مها” هاتفه بغضب :

– شوفتى اللى حصل .. الهانم اخت البرنسيسة اشتغلت سكرتيره عند الباشا

نظرت لها “شيماء” بعدم فهم قائله :

– ايه ؟ .. أقطع دراعى ان كنت فهمت

قالت “مها” بغل :

– “ريهام” .. أخت الدكتورة “ياسمين” .. اشتغلت سكرتيرة عند البشمهندس “كرم”

قالت “شيماء” :

– عادى وفيها ايه يعني

نظرت اليها “مها” بحنق قائله :

– هى تشتغل تحت ايد دكتور “حسن” ومش بس كدة يبقى لها طالب كمان وعايشه فى دور الأستاذة أم علم غزير … وأبوها .. يمسكوه مخازن العلف ودى شغلانه مبيجبوش فيها الا حد واثقين فيه .. وأختها بقت سكرتيرة للباشمهندس “كرم” وهى اصلا لسه حتى عيله متخرجتش .. كل ده وتقوليلى عادى .. لأ طبعا مش عادى

سألتها “شيماء” بإهتمام :

– أمال تفتكرى ايه الحكايه يعنى ؟

قالت “مها” بحزم :

– مش عارفه .. بس هعرف

********************

كانت “ريهام” مغادره المكتب الى غرفتها بعد انتهاء عملها عندما وجدت “هانى” يستوقفها قائلاً بإبتسامه :

– ازيك يا آنسه “ريهام”

نظرت اليه قائله :

– أفندم ؟

استطرد قائلاً :

– أنا “هانى” .. أختك بتساعدنى فى شرح الحالات اللي موجودة فى المزرعة

نظرت اليه قائله :

– يعني أنا أعمل ايه يعني ؟

تنحنح قائلاً :

– أنا بس كنت عايز أعرف . انتى فى سنة كام .. ولا خلصتى كلية .. أصل شكلك صغير

صاحت “ريهام” قائله :

– ايه ده احنا هنتصاحب ولا ايه

ثم تركته وانصرفت .. كان “كرم” الذى خرج من المكتب بعدها يتابع المشهد من بعيد فإقترب من “هانى” ووضع يده على كتفه قائلاً :

– انت مين يا ابنى انت ؟

التفت اليه “هانى” قائلاً :

– أنا هانى شاكر

قال “كرم” ببرود :

– وأنا فيروز .. أيوة يعني انت مين يعني .. بتبيع ايه هنا فى المزرعة ؟

قال “هانى” وقد شعر الإهانه :

– ايه ببيع دى .. أنا طالب

قال له “كرم” بسخريه :

– طب يلا على فصلك

ثم تركه وانصرف

فى الصباح توجهت “مها” الى مكان عمل “عبد الحميد” فى مخزن العلف .. اقتربت منه قائله :

– صباح الخير يا عم “عبد الحميد ”

التفت اليها “عبد الحميد” قائلاً :

– صباح الخير يا بنتى

قالت “مها” :

– كنت عايزة أسأل هو العلف الجديد اللى طلبه البشمهندس “أيمن”وصل ولا لسه ؟

قال “عبد الحميد” بحيره :

– معنديش فكرة يا بنتى ان فى علف جديد هيدخل المخزن محدش جبلى سيره

قالت بخبث :

– خلاص مش مشكلة يا عم “عبد الحميد” يمكن أنا اللى فهمت غلطت

ثم تظاهرت بأنها تهم بالإنصراف والتفتت اليه مرة أخرى قائله :

– صحبح يا عم “عبد الحميد” ازى الدكتورة “ياسمين” هتيجي الشغل النهاردة ؟

قال “عبد الحميد” :

– الحمد لله يا بنتى كويسة .. وهى مبتغيبش أبدا ونزلت معايا الصبح يعني تلاقيها دلوقتى فى مكتبها أو بتتابع حالة من الحالات

قالت “مها” بخبث :

– أنا سألتك عليها لانى شيفاها حالها مش عاجبنى اليومين دول

نظر اليها “عبد الحميد” قائلاً :

– انتى صحبتها

أسرعت قائله :

– أيوة طبعا صحبتها ..ربنا يعلم أنا بحب “ياسمين” أد ايه بعتبرها زى أختى .. أه والله يا عم “عبد الحميد” عشان كده عايزه أطمن عليها

قال “عبد الحميد” بأسى :

– يمكن بس هى متوترة شوية عشان قضيتها

تساءلت “مها” بلهفة :

– قضية ايه ؟

تنهد تنهيده عميقة ثم قال بصوت حزين :

– قضية طلاقها يا بنتى

ظهرت علامات الدهشة على وجهها .. لكنها تمالكت نفسها قائله بلهفه :

– أيوة أكيد الموضوع قالقها أوى

قال “عبد الحميد” :

– خلاص هانت كلها يومين وتخلص من المدعوء جوزها

سألته “مها” قائله :

– هو انتوا قرايب البشمهندس “عمر”

أسرع “عبد الحميد” قائلاً :

– لا يا بنتى قرايبه ايه .. احنا فين وهو فين .. تقدرى تقولى معرفة من بعيد .. وهو الله يباركله جبنا هنا المزرعة عشان اللى ميتسماش “مصطفى” جوز “ياسمين” كان عايز يرجعها بيته غصب عنها

رفعت حاجبها وقالت بلوءم :

– وطبعا البشمهندس “عمر” جبها هنا عشان يخبيها منه

قال “عبد الحميد” :

– أيوة الله يباركله حمانا فى مزرعته وشغلنا فيها كمان

صمتت “مها” قليلا وهى شارده ثم التفتت اليه قائله :

– شكرا يا عم “عبد الحميد” .. شكراً أوى

ثم غادرت وتوجهت الى الاسطبلات حيث تعمل “شيماء” جذبتها من ذراعها وأخرجتها من المكان ووقفت فى مواجهتها .. قالت “شيماء” :

– ايه يا بنتى فى ايه انتى سحبه بقرة وراكى

قالت “مها” بتشفى :

– شوفتى مش قولتلك ان البت دى وراها سر هى وأهلها

سألتها “ِشيماء” قائله :

– بت مين ؟

– الدكتورة “ياسمين”

ثم استطردت “مها” قائله وعلامات الحقد على وجهها :

– طلعت يختى متجوزه .. وهربانه من جوزها .. و”عمر” أبو قلب رهيف مخبيها هى وأهلها هنا فى المزرعة عشان جوزها ميوصلهاش

ظهرت علامات الدهشة على وجه “شيماء” وهتفت قائله :

– مش ممكن !

أكدت “مها” قائله :

– أنا عمرى قولتلك حاجه وطلعت غلط

صمتت “شيماء” قليلاً ثم قالت :

– يعني ايه مش فاهمة .. البشمهندس “عمر” ماله ومالها هى وجوزها

قالت “مها” بإبتسامه ساخرة :

– طبعا عايز حته من التورته .. أمال هيهربها من جوزها ليه ويجيبها هنا ويسكنها فى أوضة جنب بيته

– بس يا “مها” البنت باين عليها محترمة

– انتى بتغرك الأشكال دى .. شوية سهوكه وبصتين فى الأرض ونحنحه ودمعتين .. يعملوا من الفسيخ شربات وتبقى البت اللى محصلتش

قالت “شيماء” غير مصدقه :

– معقول .. “ياسمين”

– أمال ليه مهتم بيها أوى كده .. ومشغلها هى وأهلها كمان .. خاصة انى عرفت انها لا قريبته ولا حاجه

– يمكن بيعمل خير من غير ما يكون فى نيته حاجه وحشة

– انتى هبله يا بنتى .. هو فى حد فى الزمن ده بيعمل خير كدة من الباب للطاق

نبهت “مها” على “شيماء” قائله :

– أوعى تجبيلها سيرة اننا عرفنا حاجه

– ليه هتعملى ايه ؟

ابتسمت بخبث قائله :

– هعملها مفاجأة محصلتش

***************************

فى يوم المحكمة فجراً .. ظلت “ياسمين” ساهره تصلى وتتضرع لربها أن يخلصها من زوجها .. وأن يسخر القاضى لصالحها .. انتهت من قراءه الأذكار وظلت تقرأ فى مصحفها حتى الشروق .. نهضت وارتدت ملابسها .. كانت فى حالة غريبة وكأنها لا تشعر بما حولها .. سمعت طرقات على باب الغرفة فنهضت “ريهام” وفتحت الباب .. دخل والدهما قائلاً :

– ايه يا “ياسمين” خلصتى ؟

قالت فى وجوم :

– أيوة يا بابا أنا جاهزة

عانقتها “ريهام” عناقاً طويلاً ثم نظرت اليها قائله :

– متخفيش ربنا معاكى ان شاء الله

خرجت “ياسمين” بصحبة والدها .. قال “عبد الحميد” :

– البشمهندس “أيمن” كلمنى امبارح وقالى هيوصلنا بعربيته

التفتت اليه “ياسمين” بدهشة قائله :

– وليه تعب نفسه

صمتت قليلا ثم قالت بضيق :

– ياربي .. أكيد “سماح” اللى قالتله

قال والدها شارحاً :

– هو كتر خيره انه عايز يساعدنا يا بنتى

قالت بحنق :

– بس يا بابا احنا ممكن نروح لوحدنا .. ليه نتعبه فى سفر رايح جاى

اقتربا من بوابة المزرعة .. ولدهشتها وجدت “أيمن” واقفاً بجوار سيارته وبصحبته … “عمر” … خفق قلبها لرؤيته .. نظر اليها بحنان جارف وكأنه يبث الطمأنينه فيها .. أشاحت بوجهها عنه .. التفت “أيمن” اليهما قائلا ً:

– اتفضلوا

تذكر والدها أنه نسى احضار بطاقته فعاد لإحضارها .. قالت “ياسمين” لـ “أيمن” بحرج :

– مفيش داعى يا بشمهندس “أيمن” احنا ممكن نروح لوحدنا العربيات على الطريق بتعدى كتير من أدام المزرعة .. أنا عارفه ان “سماح” هى اللى قالت لحضرتك .. بس صدقنى مفيش داعى تتعب نفسك

نظر “أيمن” الى “عمر” ثم الى “ياسمين” قائلاً :

– مش “سماح” اللى طلبت منى انى أكون معاكوا النهاردة

نظرت الى “عمر” الذى كان يتطلع اليها والإبتسامه على محياه .. أشاحت لوجهها عنه مرة أخرى .. وأسرعت بالجلوس داخل السيارة .. نظر اليها “عمر” وهى داخل السيارة ود لو اقترب منها وأمسك بيديها بين يديه وبث الطمأنينه فيها .. شعر بالألم لأنه لا يستطيع التخفيف عنها .. ولا أن يكون بقربها .. ركب ثلاثتهم وانطلقوا فى طريقهم ..نظر “أيمن” فى المرآة الى “ياسمين” الجالسه فى المقعد الخلفى قائلاً :

– “سماح” كانت جايه معايا .. بس تعبت فجأه الصبح

قالت “ياسمين” بقلق :

– خير ملها ؟

– مفيش تعب بسيط

أخرجت “ياسمين” هاتفها لتتصل بصديقها فنبهها “أيمن” قائلاً :

– مفيش شبكة على الطريق هنا .. هتلاقيها ضعيفه جداً

كانوا قد وصلوا القاهرة واقتربوا من مكان المحكمة حينما رن هاتف “أيمن” .. سمعت “ياسمين” “أيمن” يقول :

-أيوة يا “عمر” .. أيوة لسه واصلين حالا .. لا قدمنا بتاع 10 دقايق كدة ونكون فى المحكمة .. لسه أصلا الجلسه عليها نص ساعه .. طيب حاضر .. حاضر .. حاضر .. خلاص متقلقش حاضر

أغلق “أيمن” الهاتف .. ورأته “ياسمين” عبر المرأة مبتسماً.. وصلوا الى المحكمة واستقبلهم المحامى على الباب .. دخلوا جميعاً ووصلوا الى المكتب الذى سيعقد فيه جلستها الأولى .. والتى تدعو الله أن تكون الأخيرة .. وأن يُحكم بطلاقها ..

لم تجد أثراَ لـ “مصطفى” .. فقط محاميه كان موجود .. تساءلت لماذا لم يحضر .. أم أنه سيأتى بعد قليل .. ظلت تقرأ ما تحفظ من القرآن فى سرها .. وقفوا جميعاً فى انتظار بدء الجلسه .

كان “عمر” يشعر بتوتر شديد .. أخذ يزرع شرفة المنزل مجيئاً وذهاباً .. استيقظ “كرم” من نومه وارتدى ملابسه للذهاب الى عمله .. وأثناء انصرافه لمح “عمر” داخل الشرفة فتوجه اليه قائلاً :

– ايه يا “عمر” انت مش رايح المكتب ولا ايه ؟

نظر اليه “عمر” دون أن يرد عليه .. وقف أمام سور الشرفة يمسكه بقبضتيه بقوة وكأنه يريد تحطيمه .. اقترب منه “كرم” وربت على كتفه قائلاً :

– ايه يا “عمر” فى ايه

قال “عمر” دون أن ينظر اليه :

– معاد الجلسة دلوقتى يا “كرم”

– متقلقش .. “أيمن” معاهم مش كده؟

أومأ “عمر” برأسه دون أن يتحدث .. نظر اليه “كرم” وابتسم فى حنو قائلاً :

– هى تهمك للدرجة دى يا “عمر” ؟

التفت اليه “عمر” بسرعة وصمت قليلا ثم قال :

– تهمني ؟ .. لو القاضى محكملهاش بالطلاق يا “كرم” أنا ممكن أدورعلى جوزها ده وأقتله

ثم قال بحزم :

– مستحيل أسمحله ياخدها يا “كرم”

ثم استطرد قائلاً :

– خاصة انها مش عايزاه

طمأنه صديقه قائلاً :

– ان شاء الله هيتحكملها بالطلاق .. مستحيل يعني قاضى يسيبها مع واحد زى ده غصب عنها .. متقلقش

نظر اليه “عمر” قائلاً بصوت مرتجف :

– بحبـــهــــا يا كرم .. وعايزهـــا ..

ثم تنهد بقوة قائلاً :

– كون انها كانت متجوزة قبل كده دى حاجه وجعانى .. بس اللى هيوجعنى أكتر ..هو انى أتحرم منها .. متتصورش هى أد ايه مأثره فيا يا “كرم” .. شايفها جوهرة غالية أوى .. ممنوع لأى حد مهما كان انه يقرب منها .. حسسها غالية أوى وعالية أوى .. وهموت وأوصلها .. لما بشوفها يا “كرم” بحس انى بتخطف .. وقلبي معدش ملكى خلاص ..

نظر “عمر” الى “كرم” وقال بتصميم :

– بمجرد ما شهور العدة تخلص .. هطلبها من أبوها

ابتسم له “كرم” وربت على كتفه قائلاً :

– ان شاء الله

حانت اللحظة التى انتظرتها “ياسمين” طويلاً .. نظرت الى والدها قائله :

– بابا أنا خايفة أوى

طمأنها والدها قائلاً :

– متخفيش يا حبيبتى .. أنا واثق انك هتطلعى وتبشريني ان القاضى حكم لصالحك

مازال لا أثر لـ “مصطفى” .. كانت سعيدة لعدم اضطرارها لرؤيته .. لكنها بعدما وقفت أمام القاضى وتحدث محاميه .. علمت سر اختفائه .. أراد بذلك المماطله حتى يتم تأجيل النطق بالحكم لجلسه أخرى.. لكن محاميها الأستاذ “شوقى” كان بارعاً للغاية واستطاع اقناع القاضى بأن اختفائه متعمد للمماطله .. وقرر القاضى اصدار الحكم فى نفس الجلسه

خرجت “ياسمين” من قاعة المحكمة واستقبلها والدها قائلاً بلهفة :

– طمنيني يا بنتى

اقترب “أيمن” منهما .. ألقت نفسها فى أحضان والدها والدموع تسيل من عينيها كالشلال قائله :

– الحمدلله يا بابا .. خلصت منه

ابعدت رأسها ونظرت الى والدها وهتفت بسعادة :

– القاضى طلقنى منه

تبلل وجه “عبد الحميد” بالدموع وتعالت شهقاته بالبكاء وعانقها مرة أخرى مردداً :

– الحمدلله .. اللهم لك الحمد والشكر .. لو مكنش القاضى طلقك كنت هفضل شايل ذنبك طول عمرى .. الحمدلله

شعر “أيمن” بسعادة غامرة .. وأخرج هاتفه ليتصل بـ “عمر” .. لكنه وجد “عمر” وقد سبقه بالإتصال .. رد عليه قائلا :

– تدفع كام وأقولك الحكم ؟

صاح “عمر” بغضب :

– “أيمن” مش وقتك .. حكملها بإيه ؟

ابتسم “أيمن” قائلاً :

– طلقها منه

أغمض “عمر” عينيه للحظة وكأنه يريد أن يستشعر هذا الخبر عبر كل كيانه .. صمت وهو يشعر بتقطع أنفاسه .. ثم تمتم فى خفوت :

– الحمدلله

أغلق “عمر” الهاتف وهو يشعر بسعادة بالغة .. ود لو كانت أمامه الآن .. ليرى السعادة المرسومة على وجهها .. وعينيها التى تشع بهجه وفرحه .. والابتسامه على ثغرها .. ود لو اعترف لها بحبــه الآن .. وفى هذه اللحظة .. وده لو يخبرها .. بأنها ليست وحدها .. هو معها .. بقلبه .. وبكل كيانه .. لكنه يعلم بأنه مضطر لأن ينتظر..

تقدم “أيمن” مع المحامى و “عبدالحميد” للخروج من المحكمة وكانت “ياسمين” تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجهاً لوجه مع .. “مصطفى” .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسوة وهو يضغط على ذراعها بقوة :

– القاضى طلقك منى؟ .. بس ورحمة أمى اللى ماتت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك

اتسعت عيناها خوفاً والتفتت بسرعة لتنادى على والدها :

– بابا .. بابا

تركها “مصطفى” بسرعة واختفى وسط الحشود

البارت 26

تقدم “أيمن” مع المحامى و “عبدالحميد” للخروج من المحكمة وكانت “ياسمين” تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجهاً لوجه مع .. “مصطفى” .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسوة وهو يضغط على ذراعها بقوة :

– القاضى طلقك منى؟ .. بس ورحمة أمى اللى ماتت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك

اتسعت عيناها خوفاً والتفتت بسرعة لتنادى على والدها :

– بابا .. بابا

تركها “مصطفى” بسرعة واختفى وسط الحشود.

تركها كزهرة ترتجف فى مهب الريح .. هرع والدها و “أيمن” اليها .. نظر اليها والدها بهلع قائلاً :

– ايه مالك يا “ياسمين” فى ايه ؟

أحاطت جسدها بذراعيها علها توقف ارتجافته .. وأخذت نفسهاً عميقاً تحاول به اعادة تنظيم ضربات قلبها المتسارعه .. ونظرت الى والدها قائله :

– “مصطفى” كان هنا

صاح والدها فى غضب :

– ابن التييييييييييت

وأخذ يبحث عنه بعينيه قائلاً :

– هو فين .. مشى منين ؟

قالت “ياسمين” بخفوت :

– مخدتش بالى

سألها “أيمن” بإهتمام :

– قالك ايه ؟

بللت شفتيها الجافة بلسانها .. وقالت :

– قالى القاضى طلقك منى بس مش هعتقك

شعر “أيمن” بالغضب الشديد وظل ينظر حوله .. على الرغم من أنه لا يعرف أصلاً شكل “مصطفى” .. ثم نظر الى والدها قائلاً :

– يلا يا عم “عبد الحميد” الأحسن نمشي من هنا

أحاطها الرجلين من كلا الجانبين وكأنهم يقومان بحمايتها .. وساروا معاً حتى ركبوا فى السيارة وانطلقوا عائدين الى المزرعة.

كان “عمر” ينتظر وصولهم فى لهفه .. لم يستطع متابعتهم على الطريق بسبب ضعف الشبكة .. كان اتصال يصيب .. وعشرة لا تصيب .. لكنه علم فى المرة الوحيدة التى تمكن من التحدث فيها مع “أيمن” على الطريق أن أمامهم قرابة الساعة ونصف .. لم يستطع التركيز فى عمله .. بل لم يستطع الجلوس فى مكتبه .. ذهب الى الشجرة .. شجرتــه .. والتى أصبحت .. شجرتـهــا .. كان سعيداً أنها اتخذت من هذا المكان عالماً خاصاً بها .. لكم كان يتمنى أن يشاركها لحظات الإستمتاع بتلك الطبيعة الخلابه .. والجلوس معها على ذلك الجذع .. وهو يحيطها بإحدى ذراعيه ويضمها الى صدره .. كان يعلم أن عليه الإنتظار لتحقيق حلمه .. لكن ما أصعب هذا الإنتظار .. مرت الساعة والنصف وهو فى هذا المكان .. يتأمل ما حوله .. وينسج فى خياله أحلاماً ورديه .. تشاركه “ياسمين” اياها .. نظر الى ساعته .. ثم نهض وتوجه الى البوابه .. أراد أن يستقبلها .. ويراها .. ياه لكم اشتاق اليها .. فارقته منذ بضع ساعات فقط .. لكن تلك الساعات أشعرته بحنين جارف اليها .. تلك الساعات جعلته يتأكد أنه لن يستطيع العيش دونها .. وكأنها أصحب فى حياته الهواء الذى يتنفسه ويعيش عليه .. خطفت قلبه ببراءتها .. وقيدتها بحنانه .. وأنسته أى امرأة عرفها قبلها .. وكأنه لا يرى فى الوجود سواها ..

رأى عبر السياج سيارة “أيمن” تقترب من البوابة .. خفق قلبه داخل صدره .. نهض الغفير وفتح البوابة عبر مسرعيها .. ابتسم “أيمن” الذى رأى صديقه واقفاً على بعد أمتار من البوابة .. دخل المزرعة وتوقف بجانب “عمر” .. انحنى “عمر” مستنداً على شباك السيارة بجانب “أيمن” .. ونظر الى الخلف .. حيث تجلس “ياسمين” .. هاله ما رآى .. كان يبدو عليها الحزن و الإضراب .. لم يتوقع أن يراها فى تلك الحاله .. كانت ينتظر بلهفه رؤية الإبتسامه على شفتيها .. قفز قلبه داخل صدره من الالم وكأنه طعن بخنجر مسموم .. أمن المعقول أنها حزينه عليه .. على طليقهــا .. أندمت على طلبها الطلاق .. هل شعرت بالحنين اليه .. نظر اليها عله يجد اجابات لأسئلته .. نزلت من السيارة بصحبة والدها .. توجها الى مكان سكنها .. أوقف “أيمن” السيارة جانباً ثم وقف أمام “عمر” الذى أخذ يتابع “ياسمين” بعينيه وهى تبتعد ..نظر “عمر” الى “أيمن” قائلا بحده :

– هى مالها .. فى ايه ؟

زفر “أيمن” قائلا :

– جوزها .. قصدى طليقها .. كلمها فى المحكمة .. وهددها

اتسعت عينا “عمر” وقال بحده :

– يعني ايه هددها ؟

قال “أيمن” بضيق :

– قالها القاضى طلقك منى بس مش هعتقك

نظر اليه “عمر” بحده وصاح غاضباً :

– وانت كنت فين يا “أيمن” أما الحيوان ده هددها .. انت ازاى تسمحله يتكلم معاها أصلاً

– اهدى يا “عمر” .. كنت أنا و عم “عبد الحميد” بنتكلم مع المحامى .. وهى كانت ماشيه ورانا

وضع “عمر” احدى يديه فى وسطه والأخرى على فمه وكأنه يكتم بركان ثائر .. ونظر الى حيث اختفت “ياسمين” .. ثم نظر الى “أيمن” قائلاً بغضب :

– لو أربلها تانى هقتله

ربت “أيمن” على كتفه قائلاً :

– خلاص اهدى .. هو مش هيقدر يوصلها هنا

أومأ “عمر” برأسه .. وأخذ يفكر فى “ياسمين” وفيما تشعر به الآن

******************

عرض التعليقات (18)