وقفات تربوية مع شهر شعبان

25 3٬663
 

وقفات تربوية مع شهر شعبان

وقفات تربوية مع شهر شعبان

وقفات تربوية مع شهر شعبان

وقفات تربوية مع شهر شعبان, معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,

*( وقفات تربوية مع شهر شعبان )*

*مغفرة الذنوب*

فإن شهر شعبان هو شهر المنحة الربانية التي يهبها الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن لله في أيام دهركم أيامًا وأشهرًا يتفضَّل بها الله على عباده بالطاعات والقربات، ويتكرَّم بها على عباده بما يعدُّه لهم من أثر تلك العبادات، وهو هديةٌ من رب العالمين إلى عباده الصالحين؛ ففيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله:

“يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن”..

فهي فرصة تاريخية لكل مخطئ ومقصر في حق الله ودينه ودعوته وجماعته ، وهي فرصة لمحو الأحقاد من القلوب تجاه إخواننا ، فلا مكان هنا لمشاحن وحاقد وحسود ، وليكن شعارنا جميعا قوله تعالى :

” ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم”..

قال بعض السلف:

( أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة ) .

وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، وهي فرصة لكل من وقع في معصية أو ذنب مهما كان حجمه ، هي فرصة لكل من سولت له نفسه التجرأ على الله بارتكاب معاصيه ، هي فرصة لكل مسلم قد وقع في خطأ ..

” كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ” ..

هي فرصة إذاً لإدراك ما فات وبدء صفحة جديدة مع الله تكون ممحوة من الذنوب و ناصعة البياض بالطاعة .

*سنة نبوية*

شعبان هو شهر الهَدْي النبوي والسنة النبوية في حب الطاعة والعبادة والصيام والقيام..

فقد روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:

“ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان”..

وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت:

“ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله”..

وفي رواية لأبي داود قالت:

“كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان”.

وهذه أم سلمة رضي الله عنها تقول:

“ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان”.

ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

“وكان أحب الصوم إليه في شعبان.

قال ابن رجب:

“إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور”.

قال ابن حجر:

“في الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان”.

وقال الإمام الصنعاني:

“وفيه دليل على أنه يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره”.

وذكر العلماء في تفضيل التطوع بالصيام في شهر شعبان على غيره من الشهور:

“أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده؛ وذلك يلتحق بصيام رمضان؛ لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض) .

والوقفة التربوية هنا…

كم يوماً تنوي صيامه من هذا الشهر اقتداءً بالحبيب ؟؟!!

*نوافل الطاعات*

إذا كان شهر شعبان شهراً للصوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو شهر لنوافل الطاعات كلها ، ينطلق فيه المسلم من حديث :

” إن الله تعالى قال : (من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه) ” .

ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان.. فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن والصدقة ، فهو ميدان للمسابقة في الخيرات والمبادرة للطاعات قبل مجيئ شهر الفرقان ..

فأروا الله فيه من أنفسكم خيرا.

*السقي السقي*

نعم.. هو شهر السقي والتعهد والتفقد لما قام به المسلم في سابق أيامه حتى يجني الحصاد بعده ..

قال أبو بكر البلخي:

” شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع”.

وقال أيضا :

“مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر”.

⁉ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان ؟؟!!

ولذلك كان تسابق السلف الصالح على هذا الأمر واضحاً .. وقد كان يقال :

شهر شعبان شهر القراء ، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال : هذا شهر القراء ، وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .

فأدرك زرعك أخي الحبيب في شهر شعبان وتعهده بالسقي وتفقده لئلا يصاب بالجفاف .

 

عرض التعليقات (25)