مسجدنا في الحجر المنزلي

67 3٬742
 

مسجدنا في الحجر المنزلي

مسجدنا في الحجر المنزلي

مسجدنا في الحجر المنزلي

مسجدنا في الحجر المنزلي, معكم صديقة زاكي الشيف الموهوبة ,

إحياء سُنَّة اتخاذ مسجد في المنزل

المصلى في البيت رحاب طاهرة نقية ، تمرح فيها الروح في رياض قدسية ، تحفها الملائكة، ويحيطها رب العزة جل وعلا برضوانه وغفرانه..

عن ابن عباس قال:

” المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض”.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

” مساجد البيوت هي أماكن الصلاة منها ، وقد كان من عادة السلف أن يتخذوا في بيوتهم أماكن معدة للصلاة فيها ، وهذه المساجد لا يثبت لها شيء من أحكام المساجد المسبلة – أي المتخذة وقفاً – ، فلا يجب صيانتها عن نجاسة ، ولا جنابة ، ولا حيض ، هذا مذهب أصحابنا وأكثر الفقهاء”.

قد يستغرب بعض الناس وجود مثل هذه السُّنَّة، وهي سُنَّة اتخاذُ مسجدٍ في المنزل؛ خاصة مع صغر مساحة معظم البيوت في زماننا، ولكنها سُنَّة نبوية جميلة تُحَقِّق فوائد مهمَّة..

وليس بالضرورة أن يكون المسجد الذي يُتَّخَذ في البيت منفصلاً عن البيت، أو له حجرة خاصة؛ إنما المقصود تخصيص مكان في البيت يكون مَحِلاًّ للصلاة، وإعطاء هذا المكان شكل المسجد ببعض الترتيب البسيط، فهو مجرَّد زاوية من زوايا البيت.

وقد جاءت هذه السُّنَّة في أحاديث مختلفة؛ فقد روى الترمذي وأبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: “أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ»”.

وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى ابْنِهِ: “أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَأْمُرُنَا بِالْمَسَاجِدِ أَنْ نَصْنَعَهَا فِي دِيَارِنَا، وَنُصْلِحَ صَنْعَتَهَا وَنُطَهِّرَهَا»”.

ويرى بعض العلماء أن المقصود بالدار هنا هو محلُّ القبيلة أو الحيِّ، وليس المقصود به المنزل الخاص بكل إنسان..

ولكن يرى آخرون أن المقصود هو منزل الفرد، وفيه يمكن للمسلم أن يُصَلِّيَ النوافل، وقيام الليل، وتُصَلِّي فيه المرأة، وكذلك الرجل إذا تعذَّر ذهابه للمسجد الجامع.

وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “.. ثُمَّ بَدَا لأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ القُرْآنَ..”.

وكان هذا بفترة مكَّة قبل الهجرة.

والواقع أن وجود مثل هذا المسجد في البيت سيُعطي الراحة النفسية للمُصَلِّي، كما سيكون مكانًا لتعليم الأطفال الصلاة، أو الاجتماع على قراءة القرآن، كما أنه سيُبْرِز اهتمام الأسرة بالصلاة، وقد يراه زائر لا يُصَلِّي فتعظم في قلبه الصلاة، وهذا كله بالإضافة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بهذه السُّنَّة وحسَّنها.

عرض التعليقات (67)